أنا على يقين بأن مايدور في أوساط مجتمعنا وبالأخص الأسرة الكثير من التفاهات والمزيد من الترهات عند النقاش. ولعل هذا أمر قاتل يهوي بملامح الأسره الناجحه التي هدفها الأسمى الارتقاء بالمجتمع من خلال جيل واع وفاهم ومتيقن لغد أفضل ومستقبل واعد. لقد أصبح لدينا عبارة نرددها دائما وهي «الرجل الشرقي « وذلك عندما نقيم تصرفاته أو عبارة «المراة الشرقية» أو بالأحرى «الخليجية» عندما نحدد لها أطر الحياة الكريمة، وكأننا بذلك نبرهن للعالم بأننا خلقنا من طينة غير طينة ذوو الوجوه المستديرة أو شعب سام . هل عندما خلقنا الرب صنفنا كلاً على حده، من ناحية انه يجوز لهذا ما لايجوز لغيره، وان العقيدة تطبق على شخص دون غيره أو اوجد استثناءات خارقة للرجل الشرقي ؟شعرت بأننا في زمن هتلر من التعالي المقيت وهذا يدل وبالتاكيد على ضعفنا وبأننا اصطنعنا شيئا لنريح به ضمائرنا من أي تصرف يعتبر عكس السائد فلا نريد جلد ذواتنا بل نصنع لها القيود المناسبة لكل موقف وهذا هو هلاكنا . الذي يدعوني لهذا الموضوع هو حال أحد أصدقائي السيء والذي هو حال الكثير كغيره ، ويتجلى حاله في صراعه الدائم مع أهل بيته وبالأخص زوجته، وكانه يريد ان يصبح معمر القذافي يبطش بغباء ، فتجد جل اهتمامه أن يسيطر ويهدد ويتربع على سفرته والصمت سائد دون مراعاته لأي أمور أخرى ، وليته يعلم بأن الكلمات لها وقع على النفوس كوقع قطرات المطر على الصخر الأصم ، ولم يعلم بأن المشاعر هي تقاد بالكلمات الجميلة والهدايا اللطيفة وليس انقياد النفس بالتسلط والاستبداد . غريب مجتمعنا، تشعر بأنه على قدر كبير من الارتياح والتفاهم وتدخل لأوساطه تجد العجب العجاب من قرع الحجاب إلى نسف الصحاب . وكما قال سقراط «لقد خلقنا بأذنين ولسان واحد فقط وذلك لكي نسمع أكثر مما نتكلم « وصلتني من صديقي القابع في مانشستر فكرة هدية بسيطة جدا وهي ان تذهب الى المستشفى وتجري اشعة اكس راي للصدر والقلب ومن ثم تأخذها وتتجه لرسام واجعله يرسم فوق القلب اسم زوجتك وسلمها كهديه ودون تحتها عبارة انتي اغلى الهدايا ولكن الوصف الفريد يدل على التفكير العميق ، فليس عيبا ان تعبر ياصاحبي بصمت وان تعبر هي بصمت . يقول البيرت كامو ( لكي تصنع ثقافة لا يكفي ان تضرب بالمسطره على الأصابع ) وليتها تقف على المسطرة وليتها تكون على الأصابع فقط .. اكاديمي وكاتب صحفي [email protected] @BTIHANI