غباء أم ذكاء أم استذكاء أم نفاق أم ماذا اسميه؟ كلنا سيجمل فعله بأجمل العبارات التي تغطي سوءة فعله وحقارة مافعل، وأن يخفي رائحة كريهة تصدر من علاقاته الاجتماعية، و إذا أردت أن تصدق فانظر لمن هم حولك، تارة تجد شيخ المسجد ينافق وتارة تجد نفسك تنافق وتارة تجد أهل بيتك في نفاق وتارة تجد من ينافق حتى في الحقوق والواجبات التي وهبت من رب السماء. وبالتالي فمن العيب أن نطلق على المجتمع بأنه إسلامي فعلاً، فهناك مجتمعات لا تدين بالإسلام أصلا ولكنها تؤمن بمبادئ من شأنها رفعة مكانة البشر ، ولأنه ينقصه الكثير ليتصف بهذه الصفة فنستطيع أن نطلق عليه مجتمع الذكاء علما بأنني لم أرَ بوادر للذكاء كوجود احدنا على سطح القمر ، ولكن لنقل مجتمع التذاكي على المبادئ حتى لا نجرح مشاعرنا الرقيقة .. ليس كلنا هكذا، ولا بد أن أقف وقفة احترام وإجلال لأصحاب القلوب البيضاء وأصحاب العقول النظيفة الذين استلهم منهم القوة لغد أفضل . مايستدعيني لقراءة مثل هذه الحالة للمجتمع السعودي عندما يقبل احدهم للسلام على شخص بجانبك ويهلل به الآخر،وعند مغادرته يقول عبارته العامية ( وش جاب هذا الغثيث ) قمة الغباء، هل سيظهر أمامي بأنه ذكي؟ على العكس فهو ليس بحاجة أن يستهلك الكثير من مخزون عقله لترتيب الكلمات وتصفيفها من أجل أن ينافق،و ليس بحاجة لإهدار وقته والمكوث لساعات من أجل تحمل هذا الشخص ، لذا إما أن تستقبله وتودعه وتصمت ،وإما أن تواجهه بما تكره فقد يكون هذا الرجل لا يعلم ،ولكن أصبحت هذه الظاهرة عادة قاتلة ومبدأ يتربى عليه المجتمع،حتى كبار السن أصبحوا يتفننون في إبداعها، ومادمنا نسير على هذه الوتيرة في حياتنا فالنقص حالة . الإنسان خلق وكرم، وتطبيق أجمل المبادئ التي خلق من أجلها تضمن له الحياة وفق منظومة كرامة خلق لها، فإن تحدّر للأسفل أصبح في الحظيظ وإن تجاوزها للأعلى أصبح مكان السخرية؛لأنه لايصل أن يكون ملاكاً، توسطوا بلا ذكاء . تعامل مع كل إنسان حتى وإن كان عامل النظافة على انه أهم شخص في الوجود ليس فقط من أجل أنك ستشعر بالسعادة ولكن سيشعرك الكثير بأنك الأهم، ويبادلونك نفس الشعور. حياة أسهل، ليس مع الاتصالات السعودية ولكن مع أنفسكم ... أكاديمي وكاتب صحفي [email protected] @BTIHANI