الحياة مليئة بثوابت قائمة لايمكن أن ننكرها والتغيير شكل من أشكال هذه الثوابت والتي لا نقبل أبدا أن نعرف مدى تقبلنا لها دائما وعلى مر العصور ومنذ أن صلحت البشرية انقسمت في مواجهة التغيير إلى قسمين فإما مصارع ومحارب لهذا التغيير وإما متقبل وموافق والحل الأخير هو طريق النجاح ليس لعلمنا بواقع الأقدار ولكن دوما مايجلب التغيير حتى في أجسادنا وعقولنا الشيء الجديد الذي يتواكب مع عصر جديد، لعل الخوض في حديث كهذا يشعر الجميع بأننا غرباء وتصرفاتنا لا يمكن أن توحي بتفكيرنا العقلاني الحي ولكن ما أصبو إليه بأننا شئنا أم أبينا فهذا التغيير فطرة إلهية ولابد لنا من جلد أنفسنا لتقبلها ليس خروجا على معتقد ولكن خروجا وبقوة على فكر مقيد . إن الحياة ما هي إلا انعكاس لعقولنا ومن المضحك أن الجميع لا يريد أن يقبل هذه العبارة الصحيحة نظرا لأنها ستهز من سلوكيات حياتنا فقد يشك الشخص أحيانا بأنه إما مضطرب أو مصاب بالاكتئاب النفسي بيد أن هذه هي الحقيقة التي لاتستطيع العقول إخفاءها والدليل بأنه عندما تكون حياتك هادئة ومستقرة أليس يسبقه في الأصل والأساس عقل هادئ ورزين فهذا هو الكون بتغييراته ونحن البشر كما لو كنا عناصر كيميائية لايمكن لها أن تبقى دون استقرار فما بالنا ونحن نحمل في أجسادنا المئات من جزيئات الهيدروجين المتفجرة مستقرة حتى مماتنا دونما تأثير عليها سوى بخيارها. لما نحاول أن ننبذ تغييرا يحد من مشاكلنا الاجتماعية الكثيرة التي لا يقيدها سوى أفكار تجمدت في العقول وأبت الأنفس أن تعيد لهذه العقول وظيفتها وهي التفكير المنطقي وكأنني بهؤلاء الأشخاص أشبهم بوزارة العمل التي أبت إلا أن تجعل في مجتمعنا عاطلي العمل كلاهما سيان في الطبع والتنفيذ .. اهدموا هاجس الخوف واقبلوا التفكير ليسهل التغيير ، إن أجمل مافي حياة الإنسان أن يربط عقله بواقع حياته. وبما اننا نتحدث عن التغيير فهناك استطراد لوزارة التربية والتعليم وبما أننا في عام المعلم كم تمنيت أن يطال التغيير حياة المعلمين والمعلمات المسافرين صباحا والعائدين مساءً والقابعين في المنازل دون عمل، غيروا وانهضوا بالمعلم والمعلمة وحققوا لهم ولهن رغد الحياة الكريمة في حل بسيط وهو أن يؤدوا رسالتهم في مدنهم بدلا من خطوط النار التي هم عليها أسوة بناقلات البضائع اليومية، كفاهم هجرة وهم في أوطانهم. عليكم أن تصدقوا أن أهدافكم قابلة للتحقيق فعندما تؤمنون حقا بذلك فإن عقولكم تبحث عن وسائل وطرق تجعلها تتحقق. أكاديمي وكاتب صحفي [email protected]