يقول ايمرسون «اذا جعلت شخصيتك دودة تزحف على الارض .. فلا تلم من يدوسك بقدمه « .. بالفعل هذا مايؤدي بالبعض الى الشعور بعدم الرضا عن نفسه وعن تعامل الناس معه وبالتالي يلوم الزمن والحظ لانه وضع في مجتمع لايقدره ويبدأ بجلد ذاته عكسيا وليس بالشكل الصحيح حتى تتراكم له افكار سلبية تؤول في النهاية به الى السير على طرق مخلة يتخللها الضياع والبعد عن جادة الصواب ولو انه اسهب في نقد نفسه بالشكل الصحيح والبناء لغير من نفسه وشخصيته واستطاع ان يجعل نفسه من دودة الى زرافة ترتفع لها الرؤوس لتنظر لها. الذي تنطبق عليه هذه المقولة كثر بدءاً من شخصك وانتهاءً بمجتمعات ودول،فلو اخذنا شخصا او مسؤولا تربع جيلا كاملا على كرسيه العاجي وعند خروجه بدأ يندب حظه بأنه لا شيء وهو بالفعل ليس شيئا بل الكرسي هو من وضع له هذا القدر الكبير وفقاعة الصابون التي لم تدم طويلا الا وانفجرت لتعريه عن شخصه الحقيقي واذا به من دون رصيد من المعروف او احقاق الحق او تقديم يد العون او تحمل الامانه فعلا وضع نفسه دودة وليس زرافة ولو نظرنا لرجل وسط اسرته ليس له قائم ذكر ويبدأ باللذع الحاد لنفسه ومن حوله ولم يعلم بان الرب خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف وليس لنتفارق ونتقاصف بالتهم. ولو نظرنا لدول ومجتمعات دولية فهناك من يحنون رقابهم لشخص يسوسهم وفق سياسة الدودة أي يجعل كل المارين يدوسون عليها حتى اسم لا اريد ان اذكر دولا كثيرة ولكن لعلي اذكر ايران في تعاملاتها الخارجية وكأنها بطبيعة حال البشر تغتر بأنها تستطيع ان تبيد وتهدد وهي في المقابل تضع نفسها وفق بوتقة تعامل قذرة ولم تعلم بأن فارس قد ابيدت عن بكرة ابيها منذ قرون بقدرة الله وليس هناك من احد يفوق قدرته ولا يتجاوز سير قدره. العجيب ان بني آدم يعرفون هذا المنطق ويؤيدونه ولكن لا يؤمنون به وإلا لكان الكثير من عيادات الطب النفسي قد تحولت الى عيادات لبناء العلاقات الانسانية وكيفية تجديدها وليس لعلاج النفوس، احذروا ان تكونوا ديدانا وارقوا بتصوراتكم .ليس البشر يسعون الى التخطيط للفشل ولكن هم يخطئون في التخطيط الذي يقود الى الفشل . [email protected] @btihani