أي جنون يارجل تصف به مجتمعنا فنحن قوم مثاليون فلسنا كباقي البشر فنحن أسمى من ذلك الجنون .كان هذا رد احد الأساتذة تعقيبا على عنوان مقالي الذي تحدثت معه، لذا أشعرني بأنه يقول نحن قوم لسنا إذا نظرنا عشقنا أي (بلا إنسانية). لذا وددت أن أضع اربعة مواضع والحكم هو الزمن . أولا: يقول جلاسو «التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نقاطع فيها حديث من نكره دون أن يشعر باستيائنا « كم تمنيت أن أكون في استديو قناة دليل وان اصفق على مدار الساعة والنصف لبرنامج البيان التالي حتى اسكت المتحدثين بدلا من نقاشاتهم التي انتهت بالحكم الفوري والقاطع من كلا الطرفين لبعضهم البعض على الهواء مباشرة ، فلم نخرج من الحلقة سوى بعبارات النرجسية والانا الطاغية والتمسك بالرأي والجهل دون وجود ثقافة حوار جميلة علما بان الضيفين هما العريفي وال زلفة . ثانيا: يقول هتلر» ارفع القبعة احتراما لبدءك بمهاجمتي ولكن لن اضع القبعة الا على قبرك « عبارة جبروت وقوة وقليل من ينفذها كمثله ، ولكن هذا ما شاهدته في احد الأماكن العامة والمزدحمة بالبشر حيث حصل خلاف بسيط في اعتقادي سببه (علبة ماء) فماكان من احدهم إلا أن يتبوأ مقعد الحجاج ويشهر سيف العذاب ويردد انا ابن فلان وسوف اريك ما افعل .ليته لم يتفوه بأية كلمة فالنفس لها ربها وتجري وفق قدرها ،ولكن اسأل نفسك سؤالا وهو من تكون أنت؟ وليس الحديث موجه لعائلتك انه لك . ثالثا :وردتني رسالة مفادها (لماذا المطلقة من حفرة الزواج إلى صدع الطلاق ولماذا لا يكون في مجتمعي من يعي بحقوقي فلو كنت في كنف رجل أسهب علي حقوقي لم أطلق وبالتالي عدت إلى دائرة من الوهم حتى أصبحت أتوسل بكل إذلال إلى أخي الأصغر مني ليحل لي موضوعا بسيطا جدا وهو فتح حساب مثلا لدى احد البنوك. أنا أعاني فهل من مجيب) ، ووددت أن تكون آخر رسالة اخف ألما وإثباتا لوصفنا بالجنون ولكن هذا قدرنا ، ولكن أيتها المواطنة إن المطلقة حالة اجتماعية، مجتمعنا أصبح يلزقها على أنها سلوك وخلق وبالتالي يبنى على هذه الفكرة عادات قاتلة ومعيبة واخذ بعين اعتباره أنها جرثومة لابد من حصر انتشارها وتحركها ،فإما أن نفتتح محمية على أطراف الربع الخالي ونجمع به المطلقات ونوظف نظاما جديدا لهن وهذا أشبه مايكون بعصور أوروبا الوسطى أو أن تتسع دائرة النقاش وتتفتح العقول ونفكر، فستحل عقدة طلاقك وسيصبح حالنا أفضل .. كان الرب معك. رابعا : يقول لي الصديق الأكاديمي حسين آل مفرح (من طلب العلا نام الليالي ) وفعلا نحن نسهر وننام ولكن لترديد المنى ، وليس للنهوض بالنفس والإنسانية والوطن فقط نهيم بنفس العبارات الصباحية والمقايضات المسائية، ثم إني اشعر بالخير لمجتمعي لوجود أناس كفكرك ياصديقي . الحلول ليست فتاكة فالأفكار موطنها عقول هدامة فإما أن نخرج هذه الأفكار السلبية لنبني مجتمعا نقيا، و الكيس الفطن من دان نفسه ليس عند الغضب بل سأقولها عند الفشل فنحن فشلنا ولابد لنا من ردم فجوة الابتعاد الفكري والعاطفي. أكاديمي وكاتب صحفي @BTIHANI [email protected]