الحب أرقى و أسمى عاطفه به تكون الحياة أجمل و بدونه لا معنى للحياة وتكتمل هذه العاطفة بين الطرفين بالارتباط والزواج .وقد حلل الاسلام للرجل التعدد و معاشرة أربع من النساء شريطة العدل و إلا الاكتفاء بواحدة ..والطبيعة الفطرية البشرية تحتم و تؤكد أن الحب و العاطفة لا توهب إلا لشخص و قلب واحد ، فكيف لرجل أن يحب أربعاً في آن واحد؟ .وكيف له أن يعدل و يتودد و يعطي كل واحدة حقوقها الشرعية و الطبيعية بعد الزواج؟! بعض الرجال «عيني عليهم باردة» قلوبهم خضراء قد تتسع لجميع نساء العالمين ، و لو أن الشريعة حللت بأكثر من اربعة لوجدنا نصف الرجال على قلوبهم (دستة) من النساء السمراوات والشقراوات بما أحل الله ، فالبعض هارون الرشيد في زمانه لا تكفيه مثنى و لا ثلاث و لا ألوف.في حين نجد البعض منهم يزعم ان التعدد حل للعنوسة ، وفي الحقيقة هو سبب للشتات و خراب البيوت .أليس المتعارف عليه أن الرجال أقوى وأكثر تحملاً من النساء , اذن كيف سيكون صبره وقوة ايمانه لو ان الشرع قد أحل للمرأة بالزواج من أربعة رجال ؟!لم دائماً الرجل «المزواج» أناني لا يفكر إلا في نفسه وسعادته و لا يقر ويحفظ من كتاب الله عن ظهر الغيب إلا قوله تعالى :(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) .وتحقيق العدالة في الآية الكريمه أمر صعب بل ويكاد أن يكون مستحيل. فالرجل اذا ماتت زوجته قال «عرس جديد» ونصحه كل من حوله من بني جلدته وقالوا له على الفور «جدد فراشك» لإيمانهم المطلق بهذه المقولة في حين لو قالت المرأة بعد وفاة زوجها مباشره «عرس جديد» لاعتبروها فاجرة عاصية لأنها طالبت بحق يشرعه لها الدين والعرف والقانون. قد قرأت كثيراً عن أسباب التعدد لدى الرجل وكان من أهمها عدم تحقق السعادة والانسجام مع الزوجة الواحدة , وأن الرجل من طبعه يطمح للوصل إلى السعادة وبالخصوص في حياته الزوجية , وأن للتعدد دوافع عديدة منها دافع الرغبة الجنسية وعدم الاكتفاء بالزوجة الواحدة ,ومنها كذلك عدم الاستقرار والانسجام مع الزوجة الواحدة , والفراغ العاطفي الذي يفتقر إليه أكثر الأزواج من قِبّل زوجاتهم ,وبالطبع لا ننسى الأهم بأن الرجل يحب التنوع واللهث وراء رغباته ,يعني بالبلدي (طز) في المرأة المهم هو الرجل وسعادته و رغباته , أما انت عزيزتي في نظره تصبحين للبيت وتربية الابناء و انتظار دورك لحين يأتي عليكِ الدور و يلقاكِ . عندما حلل وشرع الإسلام للرجل التعدد جَعل مع هذا التحديد قيدا ونظاما إلا وهو ( العدالة ) .. التي وضعها في حال الجمع بين الزوجات في وقت واحد , وهذا أمر مستحيل الحصول فمن المؤكد أن ترجح كفة أم العيال أو الأخيرة الصغيرة المدللة على الباقيات الصالحات وليس في ذلك أي عدل فالقسمة دائماً هنا لا تقبل إلا على اثنين , وعلى أربع لن تصبح كافية. قرأت تقريرا كتبه الباحث الأمريكي الشهير «روبرت كينزي» وأسماه (تقرير كينزي) قال فيه:إن المرأة بخلاف الرجل تنفر من التلون والتنوع في الحب واللذة , أما الرجل يرى في التنوع لذة فهو ينحرف وينجرف وراء رغباته بسهولة ، والمهم عنده اللذة الحسية لا اللذة العاطفية والروحية , فلا ينظر بالحب العاطفي والروحي إلا حينما يجد فرصة للوصول إلى اللذة البدنية اولاً , وهذا صحيح !وما نراه نحن إن المرأة تماثل الرجل تماماً , وهذا على ضوء علم النفس والأحياء ,والاختلاف بينهما كونه جسما وروحاً هذا لغرض يريده الخالق عز وجل ,أما من حيث موقف وإحساس المرأة والرجل من وحدة الزواج وتعدده , فهما بلا شك «متماثلان / متساويان» فالمرأة تميل إلى وحدة الزوج بطبعها , والتعدد لا ينسجم مع نفسيتها , وكذلك الرجل أن كان قد أُحل للمرأة بنفس الأمر .لأن الطبيعة البشرية في الحب واحدة مما فيها من غيرة وحب امتلاك للطرفين , وما يؤثر سلباً على نفسية المرأة يؤثر كذلك على الرجل . فلا تكن «أنانيا» لا تفكر إلا في نفسك عزيزي الرجل «المزواج» , فإن لم تسعد مع واحدة سرحها بمعروف وابحث عن اخرى تلائمك , ولا تجعل زوجتك الأولى في بيتها تأكلها وتحرقها نيران الغضب والغيرة والحقد فيما أنت ترقص فرحاً وطرباً وحولك الجميع يهنئ ويبارك و يغني ( مباركين عرس الاثنين ليلة ربيع و قمره) . rzamka@ [email protected]