للمرة الأولى يظهر رأي يخالف تماما ما استقر عليه الفقه في قضية تعدد الزوجات، هذا ما ذهب إليه الدكتور حامد إبراهيم الباحث الإسلامي الأمريكي من أصل مصري الحاصل على دكتوراه في هندسة الفضاء ودكتوراه في علوم القرآن، وقدم في حوارنا معه تفسيرا مثيرا لآية التعدد؛ إذ إنه يرى أن التعدد يعني الزواج بالأرامل فقط، والهدف وفق وجهة نظره حماية حقوق الأيتام.. "شمس" التقته وتحدث بإسهاب في الحوار التالي: كان ملهمي الأول ونبراسي في هذا التفسير كتاب الله سبحانه وتعالى وأرى أننا لم نلتفت إلى سياق الآيات التي أباحت تعدد الزوجات؛ ففي سورة النساء (الآية 3) يقول المولى عز وجل: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا"، كما يجب أن نلاحظ أن الآية التي تسبقها تتحدث عن اليتامى: "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا". ومن هنا نلاحظ أن الآية وضعت جملة شرطية لتعدد الزوجات هي: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى" التي تفيد بأنه يسمح بالتعدد إذا كانت الزوجات من الأرامل، ومعروف أن كثرة الأرامل واليتامى تحدث مع الحروب التي يروح ضحيتها الرجال، وفي حالة زيادة عدد الأرامل وأبنائهم من اليتامى يسمح فقط بالزواج بأكثر من امرأة، لكي يعطى اليتيم حقه وحتى يصبح الزوج كالأب له يحمي حقوقه، أما الزواج بأكثر من امرأة دون وجود هذا السبب فالإسلام منه بريء؛ بدليل هذه الآية الكريمة. * إذا سلمنا جدلا بفتواك.. فماذا عن حال من تزوج بأكثر من واحدة؟ أولا هذه ليست فتوى، ولكنها تفسير لآية في القرآن الكريم، ومن ثم ستتحول إلى فتوى. وأما من تزوج مثنى أو ثلاثا أو أربعا فقد أخذ بشق من الآية، ولم يأخذ بالشق الآخر؛ أي أخذ بالكم وأهمل الكيف، والكيف هو هل الزوجة أرملة أم مطلقة أم بكر، ومن عدَّد الزواج ولا يعلم بشرط التعدد فليس عليه أن يطلق. * لنفترض أن الزوجة تعاني العقم فهل يحرم زوجها من الزواج بأخرى؟ إذا كانت الزوجة عقيما فيجوز للزوج أن يعدد في الزواج؛ لأن الأصل في الزواج هو إنجاب الأبناء؛ ومن هنا فعلى الزوج أن يحدث زوجته، ويبين لها أنه يريد أبناء وذرية، فإن وافقت على أن تكون له زوجة أخرى فليتزوج، وإن رفضت وهو مصر على الزواج بأخرى فله أن يطلقها إن اتفقا. * أنت تقيد حق التعدد، فما رأيك إذن فيمن يتزوج سرا كالمسيار مثلا؟ أنا أحرم زواج المسيار؛ فكيف يرضى المسلم أن تكون أمه أو أخته أو قريبة له عملة رخيصة يتبادلها الرجال فيما بينهم، فالمسيار لا يوجد به ما يحفظ للمرأة حقوقها من حب وإخلاص وتفان ورحمة وشفقة، وهو زواج من أجل المتعة الحسية لا أكثر، ولماذا لا يكون الزواج زواجا شرعيا كما هو متعارف عليه زواجا مدى الحياة لا يفصله سوى الطلاق؟! كما أنه لا توجد آية تتحدث عن زواج المسيار أو تحله، إنما الأمر يتعلق باجتهادات عصرية لا تمت للقرآن الكريم ولا للسنة ولا للفقه بأي صلة. * إلام تستند في التصدي للتفسير؟ أنا أحمل الدكتوراه في علوم القرآن، ومن دراساتي المستمرة أستطيع تفسير كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك الفقه الخاص بكتاب الله وسنة نبيه، وتوجد جزئية لا بد أن يقف العلماء عندها؛ فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب"، وهذا يعني أنها آيات محكمات لا اجتهاد ولا جدال فيها وقال الله سبحانه تتمة للآية (وأخر متشابهات)، ولم يقل (والأخر المتشابهات)؛ وهذا يعني وجود متشابهات، ولولاها لما استطعنا تفسير كتاب الله سبحانه وتعالى فهي السبيل للوصول من الآية المحكمة إلى الآية المتشابهة وعند ذلك وجدت نفسي أستطيع تفسير آيات القرآن الكريم. * ما أثر هذا التفسير في غير المسلمين؟ منّ الله علي بأن تمكنت بشرحي وتفسيري لآية التعدد من إدخال 35 شخصا من أمريكا إلى الإسلام كان آخرهم امرأتين التقيتهما في منزل زوجة وزير في الكويت.