من زار مدينة الرياض خلال السنوات القليلة الماضية سيلحظ أن هذه المدينة الكبيرة تسير بشكل مخيف للأسوأ وهي في طريقها للانفجار بشرياً ومرورياً لتصبح من بعد ذلك غير صالحة للعيش الآدميٌ على الإطلاق مالم يتدخل مسؤولو المرور والبلدية والتخطيط أيضاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ! أما من يزورها خلال هذه الأيام فليس بحاجة لسماع ما سبق من معلومات فلابد أنه الآن (عالق) بين شوارع العاصمة ذات الأربع مسارات ويضرب أخماس أسداس على فوات العديد من الفرص التي (كانت) بيد المسؤولين و كان بإمكانها إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل الوصول لهذا الوضع المترديٌ ! فالرياض عانت لسنوات طويلة من عملية نزوح كبيرة من قبل سُكان المدن والقرى والذين لا يلامون في ما وصلت إليه – أي الرياض – لأنهم قد وجدوا فيها جامعات ومستشفيات وفرص عمل أكبر من التي كانت تتاح لهم في مدنهم التي تركوها , فحينما تجمع كل هذه الخدمات التي تمس حياة المواطن البسيط وتقوم بوضعها في مكان واحد فلابد أنك قد خلقت لنفسك معضلة و تكدسا بشريا كنت في غنى عنه ! فرحلات الطيران من جدة وبقية المدن إلى الرياض والتي تتجاوز أكثر من خمس رحلات يومية لم يتكبد من فيها عناء السفر من أجل التمتع بأجواء العاصمة «الساخنة» مثلاً ولا لرؤية حدائقها الغناء بل من أجل مراجعة لإحدى المستشفيات قد طال انتظارها أو معاملة في إحدى الوزارات , ورغم فوات الكثير من الوقت على الإصلاح فلا زال هناك بعض الحلول وإن كانت تحتاج لبعض الوقت والتي قد تساعد في تقليل هذا الازدحام بشرط ( تكاتف ) جميع المؤسسات والوزارات الحكومية , يجب على وزارة الصحة أن تقوم بإرسال أفضل الأطباء لجميع مدن المملكة وعلى وجه الخصوص ممن يحملون تخصصات مهمة مثل القلب و العظام وهي أكثر ما يجبر المواطنون على السفر من أجلها ولا أعتقد أن الوزارة سوف تجد مشكلة في ظل ما صرف لها من ميزانية ضخمة ! على الوزارات أن تمنح المزيد من الصلاحيات لفروعها في المدن وتجعل منها ( وزارات مصغرة ) لا فروع تساعد المواطن وتحل مشاكله , أما ازدحام الرياض المروري ففرصة القضاء عليه كما أظن قد ذهبت بعيداً حتى ولو تم إخراج المستشفيات ووالوزارات إلى حدود المدينة. [email protected]