لن أمدح هذا الرجل لاني رأيت ان كل ما كتب عنه قصر عن الوفاء بحقه ولن يكون مدحى له إلا كنقطة في بحر متلاطم الامواج لن امدحه لانه قامة في كل الامور ومدحي لن يرقى لمن هو في قامته وهو في الحقيقة غني عن المدح فسيرته الدينية والعلمية والادبية خير شاهد لقامته وعلو مرتبته ومدحي لن يبلغ مقدار سيرته. تتلمذت على يديه فترة قصيرة في المرحلة المتوسطة بمدرسة الزاهر غادر بعدها الى أروقة جامعة القرى لكن ما غرسه من محبة في نفوس طلابه لن تمحيها الايام الماضية وهو بحق من الرجال القلائل الذين يصعب على ذاكرة المرء ان تطويه بمرور الزمن، واليوم الجنادرية في عامها السادس والعشرين ترفع راية هذا العالم الجليل تكريما له واستحقاقا لمكانته وكان اللقاء بين ملك محبوب وعالم جليل واشهد يا وطن. عبدالوهاب أبو سليمان من العلماء الذين يؤثرون الصمت لكنه اذا قال نسفت اقواله كل تشكيك وابطلت حججه الواهي من الحجج، ان استمعت اليه لا تمل من كلامه واذا قرأت له ابحرت معه في بحور المعرفة، عجزت ان اصوغ كلمات في مدحه، لن امدح هذا الرجل لأنني حقيقة عجزت عن كتابة سطور في مدحه ولعل التاريخ ينصفني في الوفاء لهذا الاستاذ العالم الدكتور وكل ما استطعت أن أكتبه في شأنه استعارة من قول لمعاوية يصف فيها سفيان بن عوف العامري (هذا الرجل الذي لا يكفكف من عجلة ولا يدفع في ظهره من بطء ولا يضرب على الامور ضرب الجمل الثَّفال). E:[email protected]