النجوم لا يخبو بريقها، حتى وإن تقادم العهد، وتعاقبت الدهور، هذه حقيقة كونية، لا تحتاج لجدلية إثبات، وهكذا هم نجوم كرة القدم، يعتزلون الملاعب ولكنهم لا يعتزلون زيارة القلوب التي تعلقت بفنهم وعشقت إبداعهم، حتى وإن ظن البعض أن للنسيان سطوة على قيمتهم. الأسطورة الآسيوية ماجد عبدالله، ترك الركض في الملاعب لمدة 10 أعوام، وفي يوم اعتزاله، ضاقت المطارات والطرق الطويلة بين مدن الوطن بالمتداعين إلى عاصمة العرب، لحظور حفل اعتزال جوهرة العرب، الكثير منهم حالت بوابات درة الملاعب المقفلة مبكرا دون حضورهم حفل الاعتزال، ولكنهم عادوا لمنازلهم وهم سعداء، لشعورهم بأنهم ردوا جزءا يسيرا من الجميل الذي يطوق أعناقهم تجاه نجمهم المحبوب. هذا الحفل الأسطوري، الذي جاء بصورة تليق بالأسطورة، حرك الشجون في أفئدة جماهير الشمس، تجاه نجم لا يقل عن نجومية زميله جلاد الحراس، نجم قل ما يجود الزمان بمثله، له سمات إبداعية وقيادية، نادرا ما تتوافر في لاعب، سمات كونت له جماهيريته الخاصة المستمدة من مدرج الشمس، ومن المنحازين للفن الجميل والإبداع اللافت، حتى أن مسمى الموسيقار لم يطلق عليه من مبتكري الأدبيات النصراوية، بل إنه جاء كإهداء من أستاذنا الكبير فوزي خياط، وهو قيمة أدبية رفيعة، لا يسيل شجن مفردته إلا عندما تغشاها نشوة الإبهار. جماهير الموسيقار عقدت العزم على أن تقيم لنجمها اللامع، حفل اعتزال يليق به، وهو حفل نبعت فكرته من هذه الجماهير الوفية، التي لا يزيدها تعاقب الشموس إلا وفاء ونبلا، ويكفي موسيقار الأجيال فخرا أن هذا الحفل سيؤكد له، أن جماهير الشمس لا تستطيع إلا أن تكون وفية، لأنها تتلمذت على الوفاء ولا شيء غيره، تتلمذت على وفاء رمزها الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، الذي قضى الأيام الأخيرة من حياته وهو يخطط لعودة النصر، بالرغم من إلحاح الأطباء عليه بسرعة السفر لألمانيا للعلاج، تتلمذت على وفاء ماجد وتوفيق ويوسف ومحيسن، وعلى وفاء موسيقارها الذي غامر من أجل النصر بتاريخه، عندما عاد بعد اعتزاله الأول، ليقف معه في رحلته العالمية ثم انسحب بهدوء ووفاء عندما اختلف مع رجل يستحق الوفاء.