تابعت حركة الثوار بدءاً بالمظاهرات التي حصلت في تونس ثم فجأة استمرت تلك المظاهرات وكنت اعتقد انها كالمعتاد سوف تسحق الا ان اول خطاب للرئيس التونسي السابق ابن علي اوضح لي كيف كان ضعيفا ومهزوزا وكأنه يعلم امرا لم يستطع ان يبوح به ولا ان يصدقه، فما هو ذلك الامر. واستمر ذلك الامر لمدة 28 يوما ثم فجأة رحل. فهل رحل من ذات نفسه ام ان هناك من ضغط عليه ليرحل؟ وكيف لم يظهر الدور الامريكي والدور الاوروبي في هذه الثورة؟ هل لانه كان متأخرا في فهم الامر ام لانه فهمه جيدا وبالتالي لم يكن يشاء ان يظهر بمظهر العارف؟ او ان الغرب لم يشاء ان يشار الى ان له دور في الثورة حتى لا يؤثر سلبا عليها وبالتالي يتعطل نجاحها؟. امر اخر اريد ان اضعه في سياق هذا التفكير، وهو عندما بدأت الحرب السادسة الاسرائيلية ضد لبنان وتحدث الساسة الامريكان عن الشرق الاوسط الجديد واعتقدنا حينها ان نجاح حزب الله في عدم تحقيق اسرائيل لكامل اهدافها قد حطم الحلم الغربي في تكوين الشرق الاوسط الجديد ونظرية الفوضى الخلاقة التي يتحدث عنها الامريكان، بينما هو في الواقع كما يبدو لي انه كان توجيه الانظار لما يخطط له وإرسال رسائل بتحقيقه من جانب اخر. كما وان التعليق على وهمية ذلك الحلم لم يحظ باي تركيز غربي او متابعة او تعقيبا على تعليقاتنا الساخرة. ان الدعوة الى الثورات قد وجدت ارضا خصبة لزراعة افكار الثورة في عقول الشباب. فالعزل التام بين النظام والشعب وسلب الحقوق وبعد الناس عن امور دينهم قد شجع هذا النهج وشجع ان تزرع هذه البذرة في هذه الامة التي هيأهم لها حكامهم ايضا باتباع النهج الغربي في تركيع الشعوب فيثور العامة نتيجة لنظرية الفوضى الخلاقة التي بثتها امريكا وساندها الغرب بل طبقوها في بعض البلدان. فقد ثارت تونس ومازالت تعيش الفوضى. ثارت مصر وما زالت تعيش الفوضى ( الغريب ان المظاهرات عادة في مصر تحبس في المساجد او الجامعات فكيف انطلقت هذه المرة ولم تحبس قبل ان تتحرك كما هو معتاد؟). ثارت ليبيا وتعيش فوضى من نوع اخر اكثر عنفا (كما عاشت قبل ذلك افغانستان والعراق). وثارت اليمن ولازالت تعيش الفوضى. ثارت الاردن واستوعبت امرها ولا زالت في حالة عدم استقرار سياسي. ثارت سوريا ولازالت تعيش فوضى او ربما عدم استقرار. هل هي امريكا والغرب فحسب استغلوا الواقع المر في العالم الاسلامي ليكسبوا عشرات السنين تعيش فيها هذه الامة لاصلاح امرها والبدء من جديد حتى تستمر اسرائيل وهي تعيث في الارض فسادا ؟ هل ايران لها دور مشارك في ما يجري ( كما حدث في البحرين) ام انها استغلت التقنية الجديدة والفوضى القائمة لتنفيذ ما كان يخطط له منذ عشرات او ربما مئات السنين. لماذا لم يكن حماية المدنين وحقوق الانسان امرا حقيقيا ينطبق على الفلسطينين باعتبارهم بشراً مثلهم مثل الاخرين؟ لماذا يحدث ما يحدث فقط في الدول العربية؟ ألا يجعلنا ذلك نعيد النظر لنفكر بعمق فيما يجري؟ ولماذا قناة الجزيرة هي التي تدير هذه الامور وتساندها امريكا بعد ان كانت تتظاهر بانها ألد اعدائها؟. فلماذا هذه التغيرات الدراماتيكية؟ وما هو الدور الاسرائيلي من خلال التقنية؟ لقد وضعت هذه الاسئلة لأفتح مجالا واسعا وعميقا للتفكير فيما يجري من زوايا مختلفة وفهم الرسائل وترتيب المتغيرات، كما اتمنى ان يعي كل العرب ما هي الحاجة وماذا يترتب عمله لمنع حدوث ما يحدث. اللهم احمي بلدنا من الشر والشرور ودعاة الفتنة وادم اللهم علينا نعمة الامن والاستقرار والعافية. 0505626375 www.asalbatati.net