تختلف طقوس وعادات الزواج من بلد لآخر ومن قبيلة لأخرى حسب المعتقدات والموروثات الاجتماعية التي تسود, ورغم قدم بعض التقاليد إلا أن هناك من يتمسك بها ويعدها انعكاساً ثقافياً تتوارثه الأجيال، وفي المقابل هناك من يرى أن مراسم الزواج يجب أن تتماشى وروح العصر لكي تتلاءم مع حالة التطور . ورغم اشتراك الدول العربية بعادات وتقاليد متقاربة في الزواج إلا أن تفاصيل وطرق الاحتفال بها تختلف ابتداء من الخطبة وعقد القران وليلة الزفاف وإقامة الولائم المتبادلة بين أهل العروسين. وهناك من العادات والتقاليد في العديد من بلدان العالم ما يجعل من الزواج من الغرائب والعجائب، ومن أقبح العادات السائدة في بلاد التبت في الصين أنه إذا كان عدد من الإخوة يعيشون في منزل واحد فإن أكبرهم ينتقي امرأة ويتزوجها وتكون مشاعة بينه وبين إخوته ويشتركون جميعا بها، ومن غرائب عادات الزواج عند الصينيين في بعض المناطق أن يتم عقد الخطوبة بدون أن يرى العروسان بعضهما فإذا تم الاتفاق يقوم أهل العروس بتزيينها ثم يضعونها في (محفة) خاصة ويغلق عليها الباب ثم يحملونها إلى خارج البلدة ومعها بعض أهلها الذين يقابلون الزوج هناك ويعطونه المفتاح، فإذا أعجبته أخذها معه إلى منزله وإلا ردّها إلى أهلها. وإذا كانت الهند من بلاد العجائب في تنوع مناخها وتضاريسها ودياناتها, ففيها أغرب عادات زواج في العالم, ففي منطقة (البنجاب) يشترك عدد من الأشخاص في عقد قرانهم على زوجة واحدة ويتفقون فيما بينهم على توزيع الأيام وتخصيص الليالي لكل واحد منهم ويكون الولد الأول من نصيب أكبر الأزواج سنا والثاني للذي يليه وهكذا، وفي قبيلة (نودا) في الهند أيضاً وفي جنوبه تمارس طقوس غريبة في الزواج فأثناء الاحتفال ينبغي على العروسة الزحف على يديها وركبتيها حتى تصل إلى العريس ولا ينهي هذا الزحف حتى يضع قدمه على رأسها. وتجرى اختبارات للعروسين على إثرها يتحدد مستقبل الزواج, ففي مدينة بورجاس في الهند أيضاً تختبر العروس عريساً بوضعه في امتحان قاس وصعب فهي تصطحبه إلى الغابة وتشعل النار وتكوي ظهره العاري فإذا تأوه أو تألم من الكي ترفضه ولا تقبله عريساً لها، وعدا ذلك تفحصه أمام بنات القبيلة وإذا كان العكس تعتبره الحبيب المفضل والجدير بالحب والزواج. ومن عادات الزواج في غينيا أن تسبح الفتاة في بركة ماء وهي عارية تماماً فإذا قدم إليها أحد الحاضرين قطعا من الثياب تكون قد أعجبته وارتضاها زوجة له، عندها تأخذ الثياب وعلى الفور تكون زوجة له. وعلى العروس في اندونيسيا أن تطأ بأرجلها الأرض يوم زفافها خاصة عندما تنتقل من بيت أهلها إلى بيت زوجها لذا يجبر والدها على حملها من بيته إلى بيت عريسها على كتفيه مهما طال الطريق. وفي قبيلة (جوبيس) الأفريقية تجبر العروس على ثقب لسانها ليلة الزفاف حتى لا تكون ثرثارة ويمل منها زوجها بعد ثقب اللسان يتم يوضع خاتم الخطبة فيه ويتدلى منه خيط طويل يمسك الزوج بطرفه فإذا ما ثرثرت الزوجة وأزعجت زوجها يكفيه بشدة واحدة من هذا الخيط أن يضع حداً لثرثرتها. ومن عادات الزواج في جزيرة هاييتي, أن تضع المرأة وردة خلف الأذن اليسرى إذا كانت تبحث عن حبيب وتضع الزهرة خلف الأذن اليمنى إذا وجدته. وتبرر تلك المجتمعات هذه الممارسات من خلال هذه الطقوس والعادات المتوارثة بأنها نوع من الشعور بالتفاؤل والرضا لتبقى ليلة العمر محفورة في الذاكرة مهما مرت السنوات.