المسؤول المخلص الأمين يقدر مسؤولية العمل الذي يقوم به ويكون واضحاً وشفافاً ويركز دائماً على المصلحة العامة.. والمهندس ثابت اللهيبي نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للتشغيل والصيانة من القيادات الفنية المميزة التي تؤمن بأن المصلحة العامة هي محور النجاح للمسؤول الذي يقدر أمانة المسؤولية. تابعته في احد لقاءاته خلال ندوة عقدت في مدينة جدة كان موضوعها "عن الخبرات المكتسبة" اوضح فيها اللهيبي ان مؤسسة التحلية مهددة بسبب ضعف الحوافز المادية. مشيرا الى ان نحو 3200 موظف لم يمنحوا بدلات سكن اي ما يعادل 35% من عمالتها الحالية. لذا فالمؤسسة بسبب ذلك مهددة بتسرب كفاءاتها المؤهلة الى القطاعات المنافسة وبخاصة من شاغلي الوظائف الاشرافية والفنية الذين يعدون الشريحة المطلوبة بسوق العمل مذكراً بأن أكبر التحديات التي تواجه المسؤولين بالمؤسسة بعد توليها الاشراف على تنفيذ مجموعة من المشاريع العملاقة المنافسة الحادة على استقطاب عمالتها من القطاع الخاص أو الشركات الحكومية الصناعية، ان ما اشار اليه المهندس اللهيبي يجعلنا نركز بنظرة عملية الى المؤسسة العامة لتحلية المياه التي تعمل جاهدة في مشاريع عملاقة لتحلية المياه المالحة لذا يجب ان يكون النظر الى هذه المؤسسة الصناعية بعناية واهتمام يعنى بتوفير احتياجاتها بعيداً عن بعض الأنظمة التي تسير بإجراءات واسلوب معقد "البروقراطية". ان مؤسسة التحلية لا يمكن ان تدار بأسلوب او فكر بيروقراطي بل يجب ان تدار بفكر صناعي يقدر اهمية هذا الجهاز الحيوي وبأساليب عملية صناعية مع توفير جميع احتياجاتها بشكل عاجل لا يخضع للاساليب والاجراءات المعقدة لكون التحلية عنصراً حيوياً وهاماً وادواتها لا تتحمل التأجيل او الاجراءات الروتينية.. واثنى على المقترحات الرشيدة التي اشار اليها نائب المحافظ التي تتلخص في الحلول التالية: - توفير التأمين الطبي الشامل والمجاني للعامل واسرته. - توفير السكن المريح بجوار المحطات خاصة التي تحت الانشاء أو المستقبلية مثل محطة رأس الزور التي ستحتاج الى عمالة تزيد عن 1500 عامل وهو ما يمثل 70% من اجمالي العمالة الحالية بمحطات التحلية بالجبيل لان السكن المجاور يعد من ابرز المطالب والدعامات الاساسية لقيام المؤسسة بتشغيل هذه المشاريع التي يقع معظمها بعيداً عن حواضر المدن.. كما ان هناك نقطة هامة تحد من التسرب الوظيفي التي تشهده المؤسسة وللحد من هذه الاشكالية والمحافظة على الكفاءات فتح سلم الراتب الى عشرين درجة لا سيما ان كلفة هذا المقترح من الناحية المالية تعد قليلة نسبياً اذا ما نظرنا الى منافعه وتأثيره الايجابي على العمل والعاملين في المؤسسة خاصة المجمدين منهم في الدرجة الأخيرة من سلم المرتبة ومعظمهم من ذوي الخبرة الفنية الماهرة والمتخصصة بل والنادرة في بعض الاحيان ومحط انظار الشركات المنافسة، وحسبما اتضح من حديث المهندس اللهيبي خلال حديثه في ندوة الخبرات فإن عدد المجمدين حالياً في المؤسسة "1400" عامل مع ان ما يتقاضاه منسوبو التشغيل والصيانة من راتب يقل كثيرا ًعما تقدمه الشركات الصناعية المماثلة لمنسوبيها سواء الحكومية او الخاصة وهنا اقول ان الآراء النيرة والافكار الرشيدة تقودنا دائماً الى الاصح ولا بد من أن اشيد بجهود معالي محافظ التحلية الاستاذ فهيد بن فهد الشريف وزملائه على الانجازات التي تحققت لمؤسسة التحلية في عهده على الرغم مما تعانيه من قلة كوادرها الفنية، كما آمل من معالي وزير الكهرباء والمياه الاهتمام بشكل أكبر بهذا الجهاز المهم لتحقيق متطلباته الآلية والبشرية بأسلوب تقني بعيداً عن الاجراء البيروقراطي لكون التحلية عنصراً هاماً وحيوياً، وأنا على ثقة بتقديره الشخصي لمثل هذه الامور.