كيف نفعّل عادة القراءة ونجعل منها عملاً يومياً كتنفّسنا الهواء تماماً؟ .. هذا سؤال تصعب الإجابة عليه في ظل أزمة القراءة التي نمرّ بها بنسب متفاوتة في كل دول العالم الثالث إن لم تكن في كل دول العالم، ولكنني سأجيب على هذا السؤال بطريقة التنظير المقارب للأحلام، وسأعول على الكلمة المشهورة التي تقول : "يوماً ماكانت الحقائق أحلاماً"، والبرنامج المقترح ليس مستحيلاً، فهلو قابل للتطبيق اذا توفرت الإرادة لدينا. 1- استغلالاً لوقت الذهاب إلى العمل اليومي، نستمع إلى الإذاعة لمتابعة الأخبار المحلية والعربية والعالمية، وهذا ما يزيدنا متابعة ومواكبة للأحداث من حولنا، والاستماع الجيد والاصغاء جزء لا يتجزأ من التلقي وتحصيل العلم، فهو قراءة استماعية. 2- علينا ان نبدأ يومنا بالاطلاع على أهم الصحف اليومية، سواء الورقية منها أو الالكترونية، وبذلك نواكب الأحداث الجارية على الساحة المحلية والعربية والعالمية. 3- علينا أن نقرأ في الكتاب الأخير الذي نقرأ فيه بحيث نأتي على عددٍ من الصفحات من هذا الكتاب حسب الجدول الزمني الذي اعددناه سابقاً، كأن نقرأ من الكتاب يومياً عشرين صفحة، بحيث ننتهي من قراءة الكتاب الذي يتكون من 100 صفحة في خمسة ايام فقط، وهذا يعني أننا نستطيع قراءة 7200 صفحة سنوياً، أي ما يعادل 72 كتاباً كل كتاب يتكون من 100 صفحة. 4- على اعتبار أن القرآن الكريم كتاب حياة، فينبغي على المسلم كائناً من كان وفي أي مكان أن يواصل تلاوته بشكل يومي، حيث يمكنه بُعيد كل صلاة أن يقرأ في القرآن الكريم ما مجموعه في اليوم الواحد ربع جزء، بحيث نوفق بختمه في مدة أربعة اشهر. 5- أما ماذا نقرأ فهذا يعود إلى تخصصاتنا العلمية والوظيفية، فإن شئنا أن ننمي من وظائفنا ونتطور فيها نقرأ ما يطّورنا ويقدمنا إلى الأمام، أو نقرأ في ما تخصصنا فيه من الجوانب الإنسانية والأدبية إذا كنا من الأدباء نكتب أي جنس من الأجناس الأدبية كالشعر والقصة والرواية والمسرحية والمقالة والخاطرة، فاستمرار القراءة في هذه الجوانب ينميها في شخصياتنا وبذلك نضمن مواصلة الإبداع. 6- أما كيف نستثمر القراءة لمستقبل أفضل سواء على المستوى الفردي ، أو الأسري، أو على مستوى الجماعة الصغيرة، أو المجتمع الكبير، أو الأمة بشكل أعم، فهذا ما سنجد نتائجه على شخصياتنا كأفراد وكأسرة ومجتمع صغير أو كبير، وكل ذلك ينعكس على مجموع أفراد الأمة، فالأمة القارئة أمة متطورة بشكل مباشر وغير مباشر. 7-يمكننا أن نكون جميعات خاصة نسميها "جمعية القراءة" بحيث يكون في كل حارة جمعية خاصة تتكون من عشرة اشخاص ويزيد إلى الحد الممكن والمتاح حسب عدد أفراد الحي أو الحارة، ويكون هناك مسؤول عن هذه الجمعية الأهلية لمتابعة البرنامج العام للقراءة لدى جميع افراد هذه الجمعية، بحيث ينصح بأنواع الكتب المراد قراءتها والجدول الزمني المطلوب تنفيذه والانتهاء منه، وبذلك نضمن من خلال هذه الجمعيات الاهلية الخاصة بالقراءة أن يكون كل المجتمع قارئاً. 8- يمكن للمكتبات العامة أن تضع مسابقات تشجيعية تكرّس عادة القراءة عند أفراد المجتمع، كما يمكنها وضع اعلانات في اروقة المؤسسات والشركات الخاصة، وكذلك اروقة الدوائر الحكومية، والمدارس، ويكون فحوى هذه الاعلانات التشجيع على عادة القاءة من جهة ووضع مسابقات تكون اجوبتها في عدة موسوعات وكتب ودوريات ومجلات وصحف توجد في المكتبات العامة، وبذلك نضمن ارتياد اكبر عدد ممكن من الناس لهذه المكتبات للحصول على هذه الاجابات ومن ثم الاشتراك في المسابقات، كل ذلك لتشجيع الناس على عادة القراءة والاطلاع. 9- يمكننا الاستفادة من فضائية محلية يطلق عليها "فضائية القراء" وتركز هذه الفضائية على استعراض ما يستجد في عالم الكتب ، وطرح برامج المكتبات العامة، كما تستعرض المسابقات التي تقوم بتنظيمها المكتبات العامة، كما تقوم بعمل المقابلات مع الكتّاب وأصحاب دور النشر، وتستعرض خلاصات عن أهم الكتب التي صدرت مؤخراً. 10- وعلى صعيد الأسرة، يمكن لرب الأسرة أن يستفيد من كل البرامج المتاحة لتشجيع عادة القراءة، ك "جمعية القرّاء" و"المكتبة العامة"، و"فضائية القراءة"،. هذا ما اقترحته لتنمية عادة القراءة لدى جميع أفراد المجتمع، وأرجو أن أكون قد وفقت في وضع النقاط على الحروف، كما أرجو أن أكون قد وفقت لإرشاد القراء الأعزاء لتشجيعهم على عادة القراءة .. وحتى نلتقي لكم مني كل المحبة،،، [email protected]