تنفس سكان شرق جدة الصعداء يوم الاثنين الماضي، عندما تابعوا مراسم توقيع عقود المشاريع، التي يراد لها ان تحفظ أرواح وممتلكات سكان الاحياء المنكوبة من كارثة جديدة كتلك التي هزت جدة في شهر ذي الحجة الماضي.سكان حي قويزة وأخواتها يتمنون من الله أن يلطف بهم هذه السنة من امطار الشتاء الواقف على الأبواب، باعتبار أن المشاريع الجديدة، مازالت على الورق بعد تأخر دام سنة كاملة تقريبا، كان يمكن خلالها عمل اشياء كثيرة، ولكن قدر الله وماشاء فعل. يقولون في الامثال " يوم الحكومة بسنة" وهذا ما حدث بالضبط ، فلم يتم توقيع عقود بناء منظومة مشاريع تحمي شرق جدة إلاّ بعد أحد عشر شهراً وأسبوعاً "!!" .. ومع ذلك يظل من المهم كما قال الأمير خالد الفيصل: "لا عذر للإهمال .. ولن نقبل بأي مشروع ارتجالي". أمانة جدة تسلمت من وزارة المالية مبلغاً كبيراً ، هو 650 مليون ريال، وهو مبلغ كافٍ جداً لبناء شبكة من السدود ، وقنوات الصرف للسيول، وتطوير معظم احياء شرق جدة، لتتحول من صورتها الباهتة الحالية، إلى صورة أخرى " على الأقل مقبولة" أو كما يحلم أمير المنطقة ونحلم نحن معه ، أن تكون " قطعة من العالم الاول" . أمين جدة تعهّد أمام الناس ببناء ثلاثة سدود في وادي قوس، أشرس أودية شرق جدة، وأكثرها خطراً على حياة المواطنين، تعهد بأن يتم انجاز سدود وادي قوس خلال مدة 145 يوماً من الآن .. ونحن سوف نحسبها يوماً يوماً، لنرى مدى وفاء الأمين، ودقة امانة جدة حتى نصفق لها يوم أن نرى السدود واقعاً معاشاً. الموقف الحرج أن يمر شتاء هذا العام بسلام ، خصوصا وأنباء تتحدث عن شتاء حافل بالامطار وربما بالسيول المنقولة، ومثل هذه الابناء هي بالطبع مؤلمة لسكان الاحياء المنكوبة، ممن تجرعوا عذاب كارثة العام الماضي، والتي وصل "نصل خنجرها" إلى عظامهم، وأكثر من ذلك حالة الهلع والخوف التي انتابتهم ولازالت وأظنها ستبقى لسنوات!!. كاتب هذه السطور من أهالي الاحياء المنكوبة، وكنت أخطط للخروج من جدة في اجازة الحج، تحت مبرر "ظاهري" وهو قضاء العيد في منطقة الباحة مثلاً، أما حقيقة المبرر فهو الارتحال حتى تنقضي أيام الأمطار عن جدة والتي تدوم بحسب انباء بعض المصادر لعشرة أيام متوالية.لكن المأزق أن بعض الأنباء تقول إن هذه الايام العشرة "أيام الأمطار" ستكون بعد استئناف الدراسة بعد الحج، ومعنى ذلك أن قدرنا أن نتعايش مع "فوبيا- المطر" هذا الشتاء ونحن فوق تراب الأحياء المنكوبة، وكان الله في العون . أمانة جدة أرسلت "متأخرة" عدداً قليلاً من التراكتورات والشيولات لازاحة "شيء" من العقوم الترابية جنوبي غرب وادي قوس، والعملية برمتها كانت "خجولة" ومع ذلك فقد توقفت بعد يومين من العمل ، ويقال إن مواطنين اعترضوا ، فرضخت الأمانة لمطالبهم فيما يبدو .الناس في حي قويزة يتداولون الآن مخططاً، يقولون أنه رسم كروكياً لقناة الصرف، وقد رأيت الرسم وأنا غير المتخصص في الهندسة فوجدته " من جنب القدّة" لأنه رسم القناة في منطقة منسوب أرضها مرتفعاً، في حين أن شارع جاك هو "أدنى منسوب" في قويزة، فكيف - إذا صح ذلك الرسم - يتم تنفيذ القناة في ذلك المكان الخطأ.نحن مع كلمة الأمير خالد الفيصل بعدم القبول بمشاريع "ارتجالية" ومنها المخاوف من اقامة القنوات في غير أماكنها الصحيحة، فلا تؤدي الدور المطلوب منها.