* في المدة الأخيرة كثر المفتون وامتلأت بفتاواهم وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، ومن هؤلاء المفتين من كان هدفهم الأساس البروز والظهور، فظهر لنا على السطح هذا الغثاء، وهذا السيل، وهذا الزبد الذي انتشر فصار كل يفتي وكل يجتهد حتى انفتحت الأبواب على مصراعيها، فأفتى كل من هب ودب، كل هذا بحجة تغير الزمان، حتى صارت الساحة كما يقول أحد المشايخ: يحتلها صنفان صنف يقف مع النص دون فهم له ودون فقه فيه، فهمهم حشر الأحاديث وسردها دون تفقه فيها ونسوا أو تناسوا قوله صلى الله عليه وسلم: (رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه) وما دروا أن الإمام أحمد رضي الله عنه عاب على محدث لم يتفقه. وظهرت أقوال شاذة تترك أثرا سيئا في أوساط الناس!! والصنف الآخر: حريص على تمييع قضايا الإسلام ارضاء للأعداء الى حد افعل ولا حرج بلا قيد ولا حد واغتر كل ما يحمل الدكتوراه فصار يرجح، وكل شخص جالس في فضائية أو في زاوية مسجد يقول: والقول الراجح كذا. * وكان آخر هؤلاء طبيب شاب من بريدة كان من خفافيش الانترنت الذين يحللون على هواهم ويتطاولون على مشايخ وعلماء هذه البلاد مثل معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وقد استضافه قبل رمضان برنامج اضاءات في قناة العربية، ولا أدري لماذا تمت استضافة هذا الرجل!؟ وغيره كثير ممن يستضيفهم هذا البرنامج؟! أهي الواسطة أو المحسوبيات أم الشللية أم المناطقية؟! لأن ذلك الضيف نكرة، لا يعرفه إلا مقدم ذلك البرنامج!! * وكان من الطبيعي ألا تستمر فوضى الفتاوى التي سادت مجتمعنا منذ مدة بلغت حداً لا يمكن الصمت عليه، فمارسها كثير ممن لا يحق لهم أن يفتوا، وليسوا مؤهلين لها، واتخذها بعضهم مهنة للتكسب ووسيلة للظهور والبروز واثبات الوجود والتشويش على المجتمع، واستفاد منها كل من أراد أن تشيع الفتن أو يصفي حساباته مع الذين يختلف معهم، فكانت الحاجة شديدة لضبط الفتوى وتوحيد مرجعيتها، وسد الباب أمام الفتاوى الشاذة التي لم تراع المصالح والمفاسد وجهلها بالأدلة. * واستشعارا بخطر هؤلاء وأمثالهم غير المختصين أو الباحثون عن الشهرة، فقد وقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحزم ضد هذه الفوضى فأمر بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء والرفع بأصحاب الأهلية والكفاءة للأذن لهم بالافتاء، وأكد سلمه الله على منع التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء والمفردات المرجوحة، وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه الارتقاء على حساب سمعة كفاءاتنا الشرعية، فقطع سلمه الله الطريق أمام المتعالمين وفوضاهم وعبثهم وطلاب الشهرة لا العلم، الذين وجدوا في اطلاق تلك الفتاوى وسيلة سهلة لاجتذاب الأضواء والاضاءات ولفت الأنظار وتحقيق الشهرة واشباع رغبة الإثارة لديهم، فآن لهم أن يريحونا من هرطقاتهم! وآن الأوان لوسائل الإعلام سيئة النية أن تقف عند حدها. قبسة: خبروني جيلنا الحاضر علامه كثر فيه اللي تحلى بالخديعة وصار ثوب الدين ما يعرف مقامه يلبسه من هم مذاهبهم وسيعة (د. عبدالله بن صالح العثيمين) مكةالمكرمة ص. ب: 223 ناسوخ 5733335