انقل بتصرف واختزال حديثا منشورا لوكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية د. م حبيب زين العابدين على صفحات عكاظ انه سيتم تنفيذ مدينة جديدة للحجاج على سفوح جبال منى الشمالية تستوعب 1،5 مليون حاج، بكلفة تقديرية تصل الى 30 مليار، تشمل طرقا وجسورا واستصلاح اراض جبلية وشبكة قطارات، متوقعا انجازها في غضون 5 اعوام (..) المشروع رفع للمقام السامي واحيل الى هيئة كبار العلماء بخيارين الاول سلسلة مبان من عشرة طوابق وربما تصل الى 30 طابقا في المستقبل، والثاني خيام تنشأ بطريقة حضارية (هل الموجودة الآن غير ذلك) وهو عد المشروع استثمارا ناجحا ويقول " من مصلحة المؤسسة العامة للتقاعد وكذلك التأمينات الاجتماعية الدخول في تنفيذ المشروع الذي سيحقق دخلا كبيرا وهامشا ربحيا معقولا وآمنا (هل هذه حال استباق لرؤية رفض محتملة، او حالة إملاء او إيعاز بقبول دراسة لم تتأكد منها جهات محايدة، وكيف تكون آمنة) ويقول – بمبالغة - لدينا 30 مهندسا سعوديا لا ينامون سوى اربع ساعات، اما باقي وقتهم فينفقونه من اجل متابعة مشاريع المشاعر المقدسة متابعة وتخطيطا (سبحان الله أليس هولاء من نفس المجتمع) وذكر ان اجمالي ما انفق على مشاريع المشاعر المقدسة خلال 17 عاما جاوز 30 مليار ريال. حسب القراءة الاولى.. معروف ان المعطيات التي تقدمها الجهات ذات العلاقة الى الشركات الاستشارية هي التي تحدد نوعية المنتج النهائي، وكأني هنا فهمت من اللقاء ان الوزارة حددت اختياراتها وتوجهاتها في اتجاهين بعيدا عن أي اختيارات اخرى محتملة، وهو راهن على النجاح دون ان يوضح الاسباب؟ وحقيقة المشاريع التي تطرحها الوزارة التي ستبقى في اروقة الجدل، لان الوزارة وحسب الحديث تعتمد على خبراء اجانب، غير معنيين بالحج ورؤيته الشمولية، وبعد ذلك لماذا رؤية البنيان المرتفع التي ستؤدي الى تغيير مسارات الهواء او تعيقها والاخيرة يعتمد عليها مشعر منى تحديدا، وبالتالي سينجم عنها مخاطر اخرى ولعل في مقدمها الاشكاليات البيئية؟ وربما العودة الى منهج مدن الحجاج في مدينة جدة اجدى لجهة تأمين الحاجات المستقبلية والاقبال المتوقع للحجاج، خصوصا ان جاءت بصورة دائرية لتكون مدن مصغرة على سفوح الجبال مع توفير الاحتياجات الاساسية لها، لست خبيرا هندسيا في الانشاء، ومدن الضواحي اضافة الى الدراسات المستقبلية ولكنها قضايا تستحق النقاش، وبعد ذلك اين تعاون الوزارة مع الجهات الاخرى وفي مقدمها مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ومساعيها في اتجاه تخفيض كلفة انتاج المياه والكهرباء وغيرها وهي المعنية بحاجات الوطن من الطاقة بمتغيراتها (وان كنت اعتقد ان الاخيرة ايضا بحاجة الى إعلان خططها نحو العمل الحقيقي) واجزم ان وزارة الشؤون البلدية والقروية لم تشرك جهات اخرى معنية بأمور مماثلة، وعلى الجانب الآخر ربما لدى الجامعات الوطنية رؤى اخرى تستحق الدرس والمناقشة – والا ما جدوى استمرار تفريخها للكوادر المؤهلة للعمل – واخشى ان تستأثر الوزارة بسطوة بالرأي اكثر واكثر وتضيع علينا فرصا نحو التنوع وخفض تكاليف مشاريع المشاعر المقدسة والمحافظة على مدخرات الاجيال المقبلة؟ ومن نفس المبدأ ما هو دور هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في المشاريع المطروحة؟ لا نريد ان نعمل بمعزل عن الآخرين ومن ثم نعود اليهم؟ اذا لم يظهر قانون لمحاسبة المسئولين عن الكلام ستظل الخطط مجرد اجتهادات فردية، وليست رؤى وطنية.