النصر يستأنف تدريباته قبل المغادرة غداً إلى قطر    كانسيلو يدرس العودة الى برشلونة بعد مغادرة الهلال    فنربخشه التركي يقترب من حسم التعاقد مع تاليسكا    ابن وريك يدشن معرض الأمراض المنقولة بالنواقل في مهرجان الدرب    5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024    ضبط شخص يروج الحشيش عبر مواقع التواصل في عسير    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    وزير الثقافة يلتقي مبتعثي برنامج أسس صناعة المانجا في اليابان    اتحاد الغرف يعلن تشكيل أول لجنة من نوعها لقطاع الطاقة والبتروكيماويات    يناير المقبل.. انطلاق أعمال منتدى مستقبل العقار في الرياض    ضيوف برنامج خادم الحرمين يتجولون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    مصدر أمني يؤكد استهداف قيادي في حزب الله في الغارة الإسرائيلية على بيروت    الفنان المصري وائل عوني يكشف كواليس طرده من مهرجان القاهرة السينمائي    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    التحقيق مع مخرج مصري متهم بسرقة مجوهرات زوجة الفنان خالد يوسف    "الجامعة العربية" اجتماع طارئ لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق    بريدة: مؤتمر "قيصر" للجراحة يبحث المستجدات في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والحوض والتأهيل بعد البتر    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    الخليج يواجه الشارقة الإماراتي .. وعينه على اللقب الثاني في "آسيوية اليد"    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    المؤتمر للتوائم الملتصقة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنشاء مدينة شمالي منى لاستيعاب 1.5 مليون حاج
المقام السامي أحال دراستها إلى هيئة كبار العلماء.. وكيل وزارات البلديات ل «عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 24 - 08 - 2010

أكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور مهندس حبيب بن مصطفى زين العابدين أنه لم يتم التراجع عن لون قطار المشاعر المقدسة الذي سيدخل الخدمة هذا العام وسيسهم في نقل 150 ألف حاج.
وأبان الدكتور زين العابدين في حوار خاص مع «عكاظ»، أنه سيتم تنفيذ مدينة جديدة للحجاج على سفوح جبال منى الشمالية تستوعب نحو مليون ونصف المليون حاج في وقت واحد، مؤكدا أن التكلفة التقديرية للمدينة تصل إلى نحو 30 مليار ريال تشمل طرقا وجسورا واستصلاح أراض جبلية وشبكة قطارات، متوقعا إنجازها في غضون خمسة أعوام.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية أنه تم الرفع للمقام السامي بثلاثة مشاريع أخرى تصل تكاليفها إلى 1.4مليار ريال وأربعمائة مليون ريال أحدها دورات مياه والآخر مواقف للسيارات فيما المشروع الثالث يتعلق بنقل مجزرة الأبقار والجمال من داخل حدود منى الشرعية.
وجزم زين العابدين أنه على الرغم من تنفيذ مشاريع طوال 17 عاما بمبلغ يتجاوز ال30 مليارا إلا أنه لم يتم تطبيق غرامة مالية واحدة على أي شركة نفذت هذه المشاريع، مرجعا الفضل في ذلك إلى الرقابة اللصيقة وطريقة التفاوض في الأسعار.. فإلى نص الحوار:
جلبة قطار المشاعر
• أبدأ معك من قطار المشاعر المقدسة، قبل انطلاق ثاني قطار في المملكة وجهت انتقادات حادة لشكل القطار وكلفته.. هل قررت الوزارة تعديل شكل القطار وقوفا عن رغبة البعض؟
لم نفكر في تغيير شكل القطار على الإطلاق، وما تم لم يكن بقناعة فقط، بل مبنيا على دراسات علمية متقدمة جدا، المشكلة التي أثيرت في وسائل الإعلام حول شكل القطار، والانتقادات الحادة التي وجهها بعض الكتاب لم تكن مبينة على أسس علمية، القطار يعمل داخل المدن، ولدينا مقارنات مع عشر مدن عالمية منها لندن، هامبورج، كوبنهاجن، بكين، دبي، وإيران وأظهرت المقارنات العلمية الدقيقة أن قطار المشاعر المقدسة لا يقل على الإطلاق مواصفات وجودة عن هذه القطارات بل يتفوق عليها، كما أن كلفته أقل بكثير من كلفة القطارات التي قورن بها المشروع.
هذه الحقائق موجودة وقائمة، وكنا نتوقع مثل هذه الانتقادات عند تنفيذ المشروع، خذ مثلا جسر الجمرات عندما أنشئ صاحبه انتقاد حاد بأن أعداد الوفيات سيزيد، البعض رفع إلى المقام السامي الكريم محذرا من خطورة المشروع وأن أعداد الوفيات ستكون ضعف العدد قبل تنفيذ الجسر.
الآن وبعد اكتمال المشروع أصبح رمي الجمرات نزهة، بفضل التقنية المعمارية الحديثة والحلول الهندسية المتقدمة التي نفذتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، وقريبا عندما تبدأ عجلة القطار تنطلق، ويلمس الحاج غياب 30 ألف حافلة كانت تنفث دخانها السام في سماء المشاعر في الاختفاء سيحمد للوزارة تنفيذ المشروع.
• إذن.. أنت تجزم أن المشروع صمم ونفذ بناء على دراسات ومواصفات عالمية؟
من الطبيعي أن يكون الأمر كذلك، المشروع أنفقت عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين أكثر من ستة آلاف مليون ريال، هل يعقل أن ينفذ دون دراسات وخطط متقدمة، نحن راضون تماما، أما قضية الألوان فهي مسألة ذوق، الألوان كما أشار وزير الشؤون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب مستوحاة من الطبيعة، فاللون الأخضر هو لون علم المملكة وكذلك الأمر بالنسبة للسيفين والنخلة.
لسنا قطار بضائع
• ألم يكن في وسعكم اختيار ألوان جاذبة وتصميم العربة الأمامية بشكل أفضل؟
صدقني القطار الذي نفذ هو الأول بعد قطار بضائع المنطقة الشرقية، ونفذ كما تعلمون قبل 50 سنة، مسألة القطار أنه مشروع جديد، كان في وسعنا اختيار ألوان عدة ولكن لو اخترنا ألوانا جديدة لقيل لنا هذه لا تليق بالمشاعر المقدسة، المسألة أن الناس لم يعتادوا على مشاريع من هذا النوع، والعبرة ليست بلون وشكل القاطرات بل بجدواها الاقتصادية وكلفتها والنتائج التي ستحققها على أرض الواقع.
سعر قطار المشاعر الأقل
• تداولت شرائح واسعة من المجتمع على المدونات والبريد الإلكتروني مقارنات لقطارات حول العالم نفذت بأسعار أقل من قطار المشاعر؟
هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، ومن يملك مقارنات عن الأسعار تثبت أن تكلفة قطار المشاعر أعلى من غيره فليقدمها، أنا واثق مما أقول.
مشروع للتأهيل
• ولكن هل سيتم تأهيل السعوديين للعمل في مشروع المليارات الستة؟
الشركة الصينية وهي شركة مملوكة للحكومة هناك ملزمة بموجب العقد بتشغيل القطار وصيانته لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى نقل الخبرة إلى الشباب السعوديين، المشكلة أن صيانة القطارات وتشغيلها في المجتمع أمر جديد، بدأنا جديا التنسيق مع الكليات التقنية من أجل استحداث برامج وحقائب تدريبية لتأهيل سعوديين للعمل في هذه القطارات بعد انتهاء العقد.
مع القطاعات ذات العلاقة لدينا تدريب وورش عمل لكل مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل، ولدينا ورش خاصة أيضا للإنقاذ والحرائق تنفذ مع الدفاع المدني، وكذلك ورش عمل لتشغيل المحطات وإدارة الحشود تنفذ مع الأمن العام، وورش عمل لتفويج الحجاج تعقد مع وزارة الحج ومؤسسات الطوافة، المشروع يحظى باهتمام كبير والنتائج على أرض الواقع هي التي ستتحدث عن نفسها.
ماضون رغم الانتقادات
• إذن المشروع يسير رغم كل الانتقادات وما أثير حوله؟
قطار المشاعر المقدسة يسير وفق البرنامج الزمني، ومشاريع الوزارة في المشاعر المقدسة سريعة وتنفذ تحت ضغط كبير، وكما تعلم فقد نفذت الوزارة جسر الجمرات وقبله مشروع الخيام المقاومة للحريق والآن مشروع القطار جميعها نفذت تحت ضغط كبير وهائل، ولكن لم يسجل على الإطلاق أي تأخر في تنفيذ أي مشروع، جميعها دخلت الخدمة في مواعيدها المحددة سلفا على الرغم من ضيق الوقت.
• أسألك هنا عن الفئات التي ستسفيد من القطار هذا العام؟
الفئات المستهدفة حجاج البر وحجاج الخليج بالإضافة إلى حجاج الداخل، وسيكون شراء التذكرة ضمن حزمة خدمات الحج، لا مكان لغير النظاميين على مقاعد القطار إطلاقا، هناك محطات ونقاط فرز، وسيتم تزويد الحاج ب«إسوارة» تقرأ آليا تمكنه من الدخول إلى محطة الركاب ومن ثم استقلال القطار.
وضعنا في اعتبارنا أدق التفاصيل.. ليطمئن الجميع لدينا مخطط لإصدار تذكرتين الأولى من منى إلى عرفات والعكس، والثانية لاستخدام القطار يوم العيد وأيام التشريق من منى إلى جسر الجمرات لا مكان للاجتهاد كل المشاكل محسوبة بعناية ووضعت لها حلول وسيناريوهات تبعدنا تماما عن الإخفاق.
لا عالقين
• أيضا.. يتخوف البعض من تكرار مناظر الركاب العالقين على جوانب وأسطح القطار كما يحدث في دون شرق وجنوب آسيا، لا ننسى أن ثقافة الحجاج ضعيفة البعض منهم أميون؟
لا يمكن للحجاج أن يتعلقوا بالعربات كما تم تداوله في الإنترنت، لدينا تنظيم محكم ودقيق، أولا هناك محطات لا يمكن أن يدخل إليها من لا يحمل تذكرة وفق برنامج تفويج محدد، وثانيا القطار معلق وبعيد عن أماكن تجمع الحجاج ومنقول على جسور ترتفع عن الأرض ثلاثة أمتار على الأقل، الأمر سيكون مختلفا.
ما يزعجنا أن البعض يتحدث ويعلق وهو لم يسمع عن القطار سوى اسمه ولم يعط الآخرين فرصة الإيضاح له.
• لتسمح لي أن أتحدث معك هنا عن الجدوى الاقتصادية للمشروع.. ستة مليارات، وستة كيلو مترات من العربات لمشروع يعمل خمسة أيام فقط.. عن أي جدوى نتحدث.. ألم يكن في وسعكم البحث عن قطار أقل سعرا؟
العربات وحدها بدون المحطات والسكة الحديدة تكلف 30 في المائة من قيمة أي مشروع قطار، ونحن لدينا نحو ستة كيلو مترات من العربات التي تتبع قطار المشاعر المقدسة، نحن ندرك يقينا أن بقاءها دون عمل سوى الحج خسارة، لاسيما أن كلفة الصيانة والتشغيل عالية.
ولهذا هناك دراسة للاستفادة من القطار في نقل المعتمرين والحجاج أيضا إلى الحرم بمعنى أن لا يتوقف القطار في محطة الجمرات في نهاية منى بل يصل إلى الحرم المكي الشريف، وهنا تأتي الجدوى الاقتصادية ذات المردود العالي بحيث يتم نقل الحجاج إلى الحرم ومن ثم إلى طريق أم القرى ومنه إلى محطة قطار الحرمين الشريفين، لدينا أفكار أخرى لنقل الحجاج إلى جدة بعد أداء فريضة الحج.
نفكر جديا وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإنشاء محطة قطار بالقرب من مشروع الأمير فواز في جدة، بحيث يوقف أهالي جدة مركباتهم هناك ويستقلون قطار الحرمين للوصول إلى الحرم أثناء الحج أو حتى لأداء الصلوات في الأيام العادية وموسم رمضان.
بلغة الأرقام.. استخدام منظومة شبكة القطارات سيسهم في تفريغ الحرم بسرعة وبحسب دراسات علمية أعدتها شركات استشارية أن القطار سيسهم في نقل 90 ألف شخص في الساعة بعد أداء الصلاة وهو رقم كبير جدا.
وداعا لأزمات النقل
• وماذا عن فك الاختناقات في المنطقة المركزية في مكة المكرمة.. هل من تفكير ينهي أزمات النقل والتلبك المروري؟
لدينا أيضا تنسيق عالي المستوى مع الأمن العام ممثل في المرور لكي تتم الاستفادة من قطار المشاعر المقدسة في رمضان، بحيث يتم تحويل السيارات إلى المواقف المنشأة بجانب المحطات إذ يوقف المعتمرون القادمون من الطائف والرياض مركباتهم في عرفات ويستقلون القطار متجهين إلى الحرم الشريف لأداء العمرة، وكذلك القادمين من جدة يوقفون مركباتهم في دقم الوبر.
• هل من تأكيد واضح بأن القطار سيدخل الخدمة حج هذا العام، وكم عدد الحجاج المستفيدين من المشروع؟
بكل تأكيد، التقارير اليومية التي يعدها فريق العمل المكلف بمتابعة سير أعمال الشركة المنفذة لمشروع القطار تؤكد أن المشروع سينجز في موعده المحدد بحسب البرنامج الزمني، لازالت هناك بعض العوائق وبعض العقبات ولكن نحن مصممون وعاقدون العزم أن ينجز المشروع في موعده المحدد وبالنسبة التي تم تحديدها في العقد وهي 35 في المائة.
نتوقع أن ننقل نحو 150 ألف حاجة وحاج هذا العام في المشاعر المقدسة، عازمون على نقل هذا العدد من الحجاج من عرفات إلى مزدلفة قبل الساعة العاشرة والنصف مساء ويدرك من عملوا في المشاعر المقدسة مراقبين أو منفذين لحركة النقل أن هذا إنجاز قياسي، أما في حج العام المقبل فإننا مصممون على نقل نصف مليون حاجة وحاج بالقطار.
• مع كل هذه التأكيدات هل يمكننا الجزم بأن أزمة النقل في المشاعر المقدسة إلى زوال؟
الترددية الثالثة التي تعمل وزارة الحج على تنفيذها إلى جانب مشروع القطارات ستنهي أزمة النقل تماما، وكما أصبحت منى بلا حرائق والجمرات بلا حوادث وعرفات ومنى آمنة من أخطار السيول، سيكون النقل مريحا مع القطارات والنقل الترددي.
تجربة ال 15 عاما
• خيام منى، جسر الجمرات، مشروع درء أخطار السيول ومشروع القطارات.. تنفيذ كل هذه المشروعات في فترة زمنية ضيقة وتحت ضغط الوقت كما أشرت يحمل الدولة تكاليف عالية مثلا مشروع جسر الجمرات لو نفذ في عشرة أعوام من المؤكد أنه لن يكلف ستة مليارات.. ما ردكم؟
تجربتنا طوال 15 عاما في العمل مع صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز في السابق، ومع وزير الشؤون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز علمتنا كيف نعمل تحت ضغط الوقت وننجز، التصميم والإرادة هما وقودنا، والدعم الكبير الذي توليه القيادة الكريمة لمشاريع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة يجعلنا نعمل ليل نهار.
مسألة ارتفاع التكاليف نتيجة الدفع بالمشاريع في وقت واحد فهذا غير صحيح على الإطلاق، أؤكد لك وأنا مسؤول عن هذا الكلام أن مشاريعنا أقل بشكل كبير عن غيرها من المشاريع التي تنفذ في أماكن أخرى.
• أريد أن أفهم ويفهم القارئ، لماذا أقل، هل يعقل أن ينفذ المقاولون هذه المشاريع بخسارة؟
من المؤكد أن لا أحد لديه قدرة على العمل دون ربح، ولا يمكن لأي مشروع أن ينجح ما لم يكن هناك هامش ربحي معقول، لدينا في وزارة الشؤون البلدية والقروية طريقتان لتقدير المشاريع الأولى يكون عن طريق الوزارة بوضع ميزانية تقديرية تحسب بعناية من قبل مهندسين سعوديين يعرفون معطيات ومتغيرات السوق، ويتم أيضا تقدير التكاليف من قبل الاستشاري المشرف على المشروع.
• إذن أنت تجزم بأن هذه الممارسات ناجحة.. كيف تولدت هذه القناعة لديكم؟
اسألوا المقاولين عن ذلك، في مشروع جسر الجمرات تقدمت عدة شركات للتنفيذ ومن بينها مجموعة بن لادن السعودية، حيث قدمت عرضا بمبلغ 4.8 مليار ريال، وبعد مفاوضات قادها الأمير متعب بن عبدالعزيز خفض المبلغ إلى 4.2 مليار ريال.. أنت تتحدث هنا عن 600 مليون تم توفيرها من ميزانية المشروع ذهبت إلى خزينة وزارة المالية.. هذه حقائق ثابتة.
ولكن في المقابل، نحن لا نبخس المقاولين حقوقهم، الصرف لهم يتم بنظام الدفعات وبحسب برنامج الإنجاز دون تأخير، لم يشك مقاول واحد على الإطلاق من تأخر صرف مستحقاته المالية.
صرامة في الرقابة
• هل طبقتم عقوبات على مقاولين لم ينفذوا العقود بالشكل المطلوب؟
أصدقك القول، طوال 17 عاما تقريبا من الإشراف على تنفيذ مشاريع المشاعر المقدسة التي تجاوزت تكلفتها نحو 30 مليار ريال، لم نغرم مقاولا واحدا، سياستنا هي مراقبة لصيقة لسير المشروع ليل نهار، عندما نشعر أن هناك انحرافا بسيطا في سير المشروع نخطر المقاول ثلاث مرات فقط وبشكل رسمي إن لم يتدارك الأمر ويعالج الخلل ويقدم ضمانات بعدم تكراره، يتم الدفع بمقاولين آخرين للمساهمة في إنجاز المشروع وفق البرنامج الزمني، وتحميل المقاول المتأخر التكاليف.
• ما هي المشاريع التي استعنتم بمقاولين آخرين لإنقاذها؟
مشروع المرحلة الأولى من خيام منى، عندما لاحظنا وجود انحراف في مسار المشروع أخطرنا الشركة الألمانية المنفذة بالأمر، وعندما لم تستطع بإمكاناتها الكبيرة معالجة الانحراف تم تفويض مقاولين اثنين للتنفيذ وبالتالي تم إنقاذ المشروع وحمدت لنا الشركة الألمانية هذا الأمر لأنه أنقذها من أزمة تأخير الخيام.
• بانتهاء أزمة النقل.. ماذا بقي من هاجس تطوير المشاعر المقدسة؟
لدينا مشروع رفع للمقام السامي، وأحيل إلى هيئة كبار العلماء بشأن إنشاء مدينة جديدة للحجاج على سفوح جبال منى الشمالية، هاجسنا تحقيق استيعابية أكبر للحجاج في مشعر منى، المشروع الذي رفع من خيارين الأول عبارة عن سلسلة عمائر من عشرة طوابق، وربما تصل إلى 30 طابقا في المستقبل، والآخر خيام تنشأ بطريقة حضارية.
كل مشروع يوفر طاقة استيعابية تصل إلى مليون ونصف المليون حاجة وحاج، وهو مشروع مكلف، لأنك تتحدث عن مدينة جديدة للحجاج تستوعب هذا الرقم الكبير.
• ما هي مقومات هذا المشروع الكبير؟
إذا تم اتخاذ القرار فيه، وأنشأت عمائر أو خيام على سفوح الجبال سيكون نقلة نوعية كبيرة، لا يمكن إنشاء مشروع كبير بهذا الحجم ويتم تحميله على الطرق والبنية التحتية القائمة في منى، لا بد من شبكة طرق، وجسور وبنية تحتية وخدمات عالية المستوى ومصادر مياه وكهرباء وغيرها.
الطرق التي ستنشأ لخدمة هذه المدينة ستمتد إلى عرفات ومكة المكرمة، المشروع باختصار عبارة عن مدينة حجاج بطرق للسيارات والمشاة، وقطار، وترتبط مباشرة بجسر الجمرات الذي هو في الأصل مهيأ لاستيعاب هذه الأعداد في طوابقه الثاني والثالث والخامس.
الرأي الآخر
• ألا تخشون من رأي عام مضاد كما حدث في مباني إسكان الحجاج القائمة أو كما حدث في الجمرات والقطارات؟
ليس هناك رأي عام مضاد، جميع المشاريع لا تنفذ إلا بعد أن تقر من قبل أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء، العمائر الست القائمة في مشعر منى سكنت في العامين الماضيين، ولضمان قياس نجاح المشروع نفذت الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية في وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين دراسة لقياس حجم رضا الحجاج على السكن في العمائر، وخلصت الدراسة إلى التأكيد على أن نسبة الرضا عن المشروع والخدمات المقدمة فيه وصلت إلى 90 في المائة، تحقيق هذه النسبة إنجاز غير مسبوق.
• كم تقدرون تكاليف إنشاء مدينة الحجاج الجديدة في منى؟
التكاليف التقديرية للمدينة الجديدة ربما تصل إلى 30 مليار ريال، هي استثمار ناجح ومن مصلحة المؤسسة العامة للتقاعد وكذلك التأمينات الاجتماعية الدخول في تنفيذ المشروع، الذي سيحقق دخلا كبيرا وهامشا ربحيا معقولا وآمنا.
• ماذا لو أحجمت مؤسستا التقاعد والتأمينات الاجتماعية عن تنفيذ المشروع.. ما هو بديل التمويل؟
البديل جاهز هناك مستثمرون على أهبة الاستعداد لتمويل المشروع من داخل المملكة، أعتقد أن تجربة المؤسستين في خيام منى التي كلفت 2.4 مليار ريال كان ناجحة تماما.
• قبل أن سألك عن الخيار المفضل.. كم تحتاجون من الوقت لإنشاء هذه المدينة؟
المشروع يحتاج خمسة أعوام لكي يكتمل، التنفيذ سيكون تدريجيا وعلى مراحل، وسيكون نقلة نوعية في إسكان الحجاج ومفخرة لما وصلت إليه المملكة من تقدم وتطور.
أما الخيار المفضل فلا أريد أن أستبق قرار أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء، كلا الخيارين مطروحان لديهم وفق دراسات متقدمة ووافية وتحدد كل شيء، البعض يرى أن الخيام الأنسب حيث الشكل الروحاني للحج، وكذلك إمكانية إزالتها بعد عشرة أو عشرين عاما، فضلا عن كونها تحقق نفس الطاقة الاستيعابية للمباني الخرسانية.
مشاريع جديدة
• وماذا عن مشاريع تطوير المشاعر المقدسة؟
لدينا مشروع لإنشاء دورات مياه في المشاعر المقدسة وهو مقسم على ثلاث مراحل وتبلغ كلفته نحو 740 مليون ريال، وكذلك لدينا مشروع لمواقف المركبات والمشروع لديه علاقة بالقطار والنقل الترددي وهو من المشاريع الكبيرة وتبلغ تكلفته نحو 700 مليون ريال، ولدينا مشروع آخر لنقل مجزرة الأبقار والجمال وبهذا المشروع تكون منى خالية من المجازر تماما.
• أسألك هنا عن الاستعانة بخبراء من دول أوروبية.. كيف تقيمون تلك التجربة؟
سأذكر هنا للتاريخ أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رائد فكرة الاستعانة بخبراء أجانب لتقويم مشاريع المشاعر المقدسة، عندما رفعنا مشروع جسر الجمرات وطلبنا ميزانية للعمل، وجه بجلب خبراء من دول عدة لتقييم المشروع وقياس مدى سلامته وأمانه، وبالفعل تمت دعوة عشرة خبراء من إنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وهم خبراء واختصاصيون في إدارة الحشود، وتم إعداد تقرير بهذا الشأن رفع إلى خادم الحرمين الشريفين.
جامعة درسدن الألمانية مولوا خبيرا كان يعمل معنا في تقييم المشروع بمبلغ خمسة ملايين يورو لدراسة إدارة الحشود والاستفادة منها، وانتهزنا هذه الفرصة وطلبنا منهم إشراك فريق عمل من المملكة في الدراسة لكي تعم الفائدة، وتحققت نتائج مذهلة، ها نحن نجني ثمارها الآن في إدارة الحشود في منطقة الجمرات، وكذلك ما يعمل على تطبيقه الأمن العام الآن من إدارة الحشود في الحرم المكي الشريف.
• يرى البعض أن المشاعر المقدسة على الرغم مما أنفق عليها من مليارات خالية من المظاهر الجمالية والخدمات والكماليات.. من المسؤول عن ذلك؟
مسألة تحسين المشاعر المقدسة من اختصاص أمانة العاصمة المقدسة، وربما تتولى الإجابة على سؤالك، لكن لدينا تفكير في إنشاء إسكان يكون قريب من منشأة الجمرات وذلك لخدمة العاملين في الجسر.
• أنتقل بك مرة أخرى إلى وكالة المشروعات التطويرية.. تشرف على مشاريع بعشرات المليارات كم عدد العاملين في فيها؟
لا يعمل في الوكالة التي تشرف على مشروعات بالمليارات سوى 30 شخصا بين إداريين ومهندسين، ومعظمهم سعوديون أثبتوا أنهم على كفاءة عالية وأهل للمسؤولية.
لدينا مهندسون سعوديون لا ينامون سوى أربع ساعات في اليوم، أما باقي وقتهم فينفقونه من أجل متابعة مشاريع المشاعر المقدسة مراقبة وتخطيطا، هم يستمتعون لأنهم يخدمون في مكان مقدس ويعملون في مشاريع فريدة من نوعها، وقبل ذلك يقدمون خدمة لوطنهم ويضيفون إلى خبراتهم تحديات ترفع من أجورهم وتفتح لهم فرصا وظيفية أعلى.
نحن في سباق مع الزمن، جميع مشاريعنا تنفذ تحت ضغط عال، وسباق مع عقارب الساعة.. في مشروع الخيام التي أنشئت في مشعر منى وأصبحت ولله الحمد مفخرة كانت المرحلة الأولى من أصعب المراحل وأخطرها على الإطلاق.
أصدقك القول هنا، أنه عندما اقترب الحج بنحو شهرين، ونحن نعمل في البنية التحتية ونتيجة للضغط الهائل من الرأي العام ذهب الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية إلى مزرعته هربا من الاتصالات، وكان يتواصل معي كل ساعة ويراقب سير المشروع ويتسلم تقارير نسب الإنجاز كل ست ساعات، الذي حدث أننا أنجزنا المشروع قبل دخول الحج بشهر تقريبا، نجحنا بفضل الله ثم ثقة ودعم قيادة المملكة في تركيب 2000 خيمة مقاومة للحريق في عشرة أيام فقط، ونفذنا نحو 25 في المائة من مشروع الخيام في مرحلته الأولى في ستة أشهر فقط، خلاصة الكلام أن الإصرار والعزيمة تحقق أشياء كثيرة.
• كيف تدير مشاريع بآلاف الملايين سنويا؟
نحن نتعامل عبر التقنية نطبقها في جميع تعاملاتنا، وهذا ما يساعدنا تماما على تطوير العمل، لدي مكتب ميداني في منى وآخر في عرفات وثالث في مزدلفة للإشراف على سير أعمال المشروعات بشكل يومي، إضافة إلى مكتبي هذا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.