حذّر مركز أبحاث الحياة الفطرية بالطائف المصطافين وزوّار المناطق السياحية وخصوصا طريق الهدا والشفاء والباحة من مخاطر الاحتكاك مع قردة البابون وتقديم الأغذية لها حيث لوحظ تواجد مجموعات كبيرة من القردة في المواقع التي يتوقف فيها السائحون والمصطافون ويقدمون لهذه القردة بعض الأطعمة لمشاهدة حركاتها البهلوانية. إن ما يقدم لهذه القردة من أطعمة شجعهما على التواجد في هذه الأماكن التي يسلكها المصطافون. وأثبتت الأبحاث أن القردة تحمل أمراضا خطرة وتنتقل إلى الإنسان بالاحتكاك بها وملامسة مخلفاتها التي تتركها على الأرصفة والحواجز الخرسانية والأحجار. كما أن بعض هذه القردة ذات الأحجام الكبيرة شرسة لا تتردد في الهجوم على السيارات المتوقفة للحصول على الطعام الذي بداخلها وكم من الحوادث المأساوية التي أحدثتها القرود بالعوائل وأفزعت الأطفال وحتى مدارس البنات في الهدا والباحة لم تسلم من هجمات القرود. وقبل ثلاث سنوات تقريبا شكلت محافظة الطائف لجنة لدراسة شكوى جماعية تقدم بها سكان الهدا وأصحاب المزارع ضد القرود التي تهاجم المزارع وتتلف المحاصيل الزراعية الموسمية من فواكه وخضروات وورود التي تجذب المصطافين. وحسب الدراسة التي أجرته الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية قبل بضع سنوات قدّرت عدد القرود في المملكة بأكثر من ربع مليون قرد وما زال العدد في تزايد مطّرد . ولا ندري لماذا وقفت الجهات المسؤولة مكتوفة الأيدي تجاه هذه الأخطار المحدقة التي تسببها القرود بالصحة العامة وإتلاف المحاصيل الزراعية التي هي بمثابة دخل مالي للمزارعين. لقد كان لزاما على الجهات الحكومية المعنية اتخاذ إجراءات فاعلة لدرء أخطار القرود وعدم الاكتفاء فقط بالتحذيرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فما جدوى الدراسات والأبحاث التي أجراها مركز أبحاث الحياة الفطرية بمحافظة الطائف المتعلقة بمشاكل القرود وأضرارها البيئية والصحية على الإنسان. لماذا لم تتخذ حتى الآن أي إجراءات حازمة للحد من أخطار القرود الصحية وهجماتها على المزارع وإتلافها للمحاصيل الزراعية حفاظاً على الثروة الزراعية والصحة العامة. بعد طول انتظار دام أكثر من ثلاث سنوات في الدراسة والبحث . فهل هناك بارقة أمل لحلول جذرية لدرء أخطار القرود عن البيئة وأفراد المجتمع؟؟ سؤال ينتظر الإجابة من أصحاب القرار. مكةالمكرمة ص ب 2511