ما إن طلت الإجازة الصيفية حتى زحفت قرود البابون على مطلات مرتفعات الهدا على طريق الكر متأهبين لأخذ ما بحوزة المصطافين والزائرين لمدينة الطائف، من مأكولات ومشروبات حيث تنهض جماعات القرود عند الفجر بنداءات زاعقة فيما بينها وبعد الحصول على قسط كاف من دفء الشمس، تبدأ بالتنقل بحثا عن الطعام، وما تلبث أن تجد أمامها المصطافين والمتنزهين بسلاتهم الغذائية ينتظرونها ليعطوها ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات والاستمتاع بمشاهدتها وتصويرها بهواتفهم النقالة أو بكاميرات الفيديو. ومن جانب آخر أكد الباحث البيئي في الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والمدير العام للمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف أحمد البوق ل«شمس» أن نحو ثلاثة آلاف قرد من قرود البابون من المجموعات المستأنسة تعيش في منطقة الهدا والشفا وطريق الدائري السياحي والردف حيث إن هذه القرود يغلب عليها النشاط النهاري، مشيرا إلى أنه على الرغم من رصد «90» نوعا من النباتات البرية التي تعتمد عليها القرود في التغذية إلا أن إعطاء المصطافين لهذه القرود المأكولات وكذلك على مرامي النفايات أو بقايا الأطعمة الملقاة في الحدائق أو التغذية على ما يوجد في الطرقات التي تتصيدها بطريقتها الخاصة، كل تلك الأمور مجتمعة جعلتها تعتمد بشكل كامل أو جزئي في مصادر تغذيتها على المصادر البشرية كما أن هذا الأمر يسهم بشكل كبير في تكاثرها.وحذر البوق من أن ملامسة القرود أو اختلاطها بالإنسان له ضرر كبير على صحة الإنسان بحسب ما أثبتت الدراسات المتخصصة، وأن هناك احتمالية العدوى وانتقال بعض الأمراض الطفيلية أو البلهارسيا.