تصنيف الجامعات هو وضعها في ترتيب تسلسلي يبيِّن أفضليتها حسب معايير معينة. وتقوم به عدد من الهيئات في العالم. وتتأثر الجامعات العالمية كثيراً بالتصنيف من حيث رغبة الطلاب في الالتحاق أو إعراضهم عن الالتحاق بها. فالطالب الذي يدفع رسوماً دراسية ينتقي الجامعة التي تجعله يحصل على العمل بمجرد التخرج. ويختلف الأمر على صعيد الجامعات العربية. فالتعليم الجامعي مازال، في أغلبه، تعليماً حكومياً مجانياً، بل قد يأخذ الطالب مكافأة ليدرس. ولذا لا يؤثر التصنيف على خيارات غالبية الطلاب الذين يبحثون عن جامعة في محيطهم الجغرافي. لكن مؤخراً دخلت بعض الجامعات السعودية ضمن قوائم التصنيف، فزاد الاهتمام به. عندما ظهر التصنيف لأول مرة منذ عدة سنوات، ولم يكن فيه جامعة عربية، كتبت عنه باختصار في منتدى علمي على الإنترنت، فهاجمني أصحاب نظرية المؤامرة، فالتصنيف – برأيهم - بيد الدول المنحازة ضدنا. وفي 2007م كتبت عنه بحثاً لأحد مؤتمرات التعليم الجامعي. وهنا نبذة عن جهات التصنيف ومعاييرها. فالتصنيف بدأته صحيفة أمريكية سنة 1983 واقتصر تصنيفها على الجامعات الأمريكية، ثم تبعتها دول أخرى فصنفت جامعاتها. ثم توسع فشمل الجامعات على مستوى العالم، والذي تقوم به ثلاث جهات أكثر شهرة من غيرها، وهي: جامعة شنغهاي جياو تونغ الصينية، وشركة كيو إس QS، ومختر ويبومتريكس. تصنيف شنغهاي بدأ سنة 2003 وهدفه معرفة الفوارق بين الجامعات الصينية والجامعات العالمية، لإرشاد الجامعات الصينية لرفع مستواها. ومعاييره هي الأصعب. فجودة التعليم تقاس بعدد الخريجين الذين نالوا جائزة نوبل أو ميدالية فيلدز في الرياضيات، وجودة أعضاء هيئة التدريس تُقاس بمثل ذلك ويضاف إليها عدد أعضاء هيئة التدريس الذين تُستخدم أبحاثهم بكثرة. وجودة الأبحاث العلمية تقاس بعدد الأبحاث العلمية المنشورة في مجلتي Nature و Science، ويضاف إليها عدد الأبحاث التي تمت فهرستها في الفهارس العالمية. تصنيف كيو إس بدأته صحيفة التايمز البريطانية في ملحقها الخاص بالتعليم العالي سنة 2004. ومعاييره نوعية وكمية. النوعية تعتمد على آراء أكاديميين عالميين في مختلف الجامعات، ثم آراء المسؤولين عن التوظيف في الشركات الكبرى، ولاسيما العابرة للقارات. والمعايير الكمية هي: نسبة عدد أعضاء هيئة التدريس إلى عدد الطلاب، ومدى استخدام أبحاث أساتذة الجامعة من قِبل الآخرين، وعدد أعضاء هيئة التدريس الأجانب وكذلك الطلاب الأجانب في الجامعة. ولكل معيار طريقة لقياسه. تصنيف ويبومتريكس الإسباني بدأ أيضاً سنة 2004، ومعاييره تتعلق بمواقع الجامعات على الإنترنت، وهي: حجم الموقع، وعدد الروابط التي تشير إليه، وعدد الملفات فيه، وعدد الأبحاث المنشورة لأساتذة الجامعة وعدد مرات استخدامها من قِبل الآخرين. وهذا التصنيف هو أقلها أهمية. وفي كل تصنيف تعطى الجامعة التي تحصل على أعلى مجموع الدرجة مائة، وتنسب إليها باقي الجامعات. والجامعة التي تحصل على مجموع أعلى تأتي قبل غيرها. ويتكرر التصنيف مرة أو مرتين كل عام. كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز