رأينا في الحلقة قبل السابقة كيف وأن الإيباك تغرس في الشباب حبهم لإسرائيل والدفاع عنها بشتى الوسائل، كما أن الإيباك لها دور فعال في تنصيب واختيار القادة السياسيين وبالأخص الذين لهم دور في رسم السياسة الخارجية الأمريكية لدى دول الشرق الأوسط، أمثال مارتن أنديك مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ودنش روس مندوب عملية السلام في الشرق الأوسط أثناء ولاية كلنتون واحتل ستيف غروسمان الرئيس السابق لإيباك منصب رئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، أما إرني كريستنسون وكان مديرا للشؤون القانونية في إيباك فقد أصبح رئيسا لطاقم مكتب رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش وكيف وأن نتنياهوا حينما كان رئيسا للوزراء وحاول كلينتون الضغط عليه رد عليه قائلا: إذ أجبرتني وضغطت علي فإني سأحرق عليك البيت الأبيض ويعني أنه سيحرك الجماعات الصهيونية في إيباك ضده، فكيف تريدون ياعرب ويامسلمين أن تقف الولاياتالمتحدة في صفكم إلا إذا توحدتم ونبذتم الخلافات التي فيما بينكم تنفيذا لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) سورة آل عمران (الآية 103). حينما تمس مصالح أمريكا وتهدد مصالح اسرائيل، حينئذ يمكن للاستيطان اليهودي في القدس وفي الضفة الغربية أن يتوقف، وكلنا يتذكر خطاب أوباما في جامعة القاهرة إذا قال بأن الشعب الفلسطيني قد لاقى حياة صعبة طيلة الأعوام السابقة وقد آن له أن تكون له دولة مستقلة ولكن أوباما لايستطيع أن ينفذ مايقول تجاه فلسطين لأنه مكبل بالجماعات الصهيونية في البيت الأبيض وفي الكونغرس وفي كل مكان، كما قال بول فندلي (إن الفرد لايستطيع أن ينتقد إسرائيل مجرد انتقاد ولو كان في جلسة شاي)، فكيف الحال تريدون من حكومات الولاياتالمتحدة أن تحل لكم قضية فلسطين حلاً عادلا إلا إذا توحدتم وهددتم مصالحها في دولكم مجتمعين من أندونيسيا إلى المغرب العربي، فمنظمة الإيباك لايقف نشاطها عند جيل الشباب والقساوسة وتعيين القادة السياسيين بل تسعى جاهدة في إغراق إسرائيل بالمعونات الأمريكية إذ نجد أن الأستاذ توماس سكوفر الذي يعمل أستاذا في جامعتي هارفرد وجورج تاون أن تكلفة الصراع العربي الإسرائيلي على دافع الضرائب الأمريكي بلغ حوالي ثلاثة ترليونات دولار منذ مابعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 2002 أي مايعادل أربعة أضعاف كلفة حرب فيتنام، وإذا أضفنا عليه كلفة حرب العراق 2003م وحرب أفغانستان وحرب لبنان نجد أن العدد سوف يزداد أكثر من خمسة ترليونات دولار، وهنا أوجه رسالة إلى الشعب الأمريكي العظيم الدافع لهذه الضرائب، مافائدتك أيها الشعب الأمريكي في أن تنفق أموالك في حروب لافائدة لك فيها، ولو صرفت هذه المبالغ في وطنك لتقديم خدمات أفضل في الصحة والتعليم وتشييد البنى التحتية لبلادك التي أخذت تتقادم ولا يوجد أي مبالغ تستطيع حكومتك صرفها عليها من طرق وجسور وخلافه، بل إن معظمكم فقد عمله ومدخراته التي أودعها في البنوك التي قفلت أبوابها وزادت عن مائة بنك نتيجة لنشاط الإيباك، هذا والذي أدخلكم في حرب لافائدة لكم فيها، بل أكسبكم كره العالم بأسره، إذ أضحى الشعب الأمريكي نتيجة لاتجاهه لمساعدة إسرائيل وشن حروب ظالمة لافائدة منها إلا الخراب والدمار وقتل الأبرياء وتشريد شعوب مظلومة لاذنب لها إلا أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف يسطر لكم التاريخ هذه الحروب في صفحات سوداء ويقولون إن الولاياتالمتحدة حينما أضحت دولة عظيمة بطشت وظلمت وشنت حروبا لافائدة منها إلا لدولة إسرائيل المعتدية العنصرية الظالمة وسوف يأخذ اقتصادكم إلى القهقرى بدلا من الرقي والتقدم طالما أنكم تؤيدون إسرائيل وتساعدونها على الظلم والطغيان. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752