رأينا في الحلقات السابقة كيف أن منظمة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تسعى جاهدة في سبيل توسيع نفوذها في شتى الولايات، وفي معظم طبقات الشعب الأمريكي، رأيناها كيف توطد علاقاتها الوثيقة بين أعضاء الكونغرس وكذلك بين جميع المسئولين الكبار في شتى المجالات في الولاياتالمتحدة، ولم يقف نشاطها عند هذا الحد، بل نجدها كذلك تبذل جهودا جبارة بين طلبة الجامعات في شتى التخصصات كي تعد جيلا يؤمن إيمانا عميقا بمواصلة مساعدة دولة إسرائيل في شتى المجالات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل نجد نشاطها قد تعدى ووصل إلى الكنائس ونجد في أحد الأعوام الماضية أن منظمة إيباك قد بذلت جهودا جبارة داخل الكنائس الأمريكية وكذلك بين الأمريكيين من أصول لاتينية، وعادة مايعقد مؤتمر الإيباك السنوي في كل عام ويضم أكثر من ستة آلاف شخص مشارك في هذه الاجتماعات. وعادة مايلقى في هذا المؤتمر خطابات عدة تتعلق بشئون العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وكذلك كيفية الوقوف أمام إيران في سعيها لتملك أسلحة نووية، وكذلك مستقبل الشرق الأوسط، ويركزون عادة على تنامي العلاقات بين إسرائيل والجماعات الدينية في الولاياتالمتحدة لكي يكسبوا تأييد هذه الجماعات لدولة إسرائيل، وذلك لتنامي نفوذ هذه الجماعات الدينية داخل الولاياتالمتحدة، وفي رسم سياستها الخارجية، ومن بين المدعوين للتحدث في أحد الأعوام الماضية القس جون هاجي الزعيم المسيحي المتطرف مؤسسة جماعة (نصارى من أجل إسرائيل) التي تسعى لحشد الدعم السياسي لإسرائيل في الكنائس الأمريكية وقد عقدت جلسة تحت عنوان (اتحاد المؤمنين وبناء علاقات مع المسحيين الداعمين لإسرائيل) حاضر فيها جلين بالأمر من زمالة (أمريكا السوداء وإسرائيل) وكذلك القس روبرتس استريت المؤسس والمدير التنفيذي لأبرشيات أجنحة النصر التي تدعم دور الكنائس في السياسة الخارجية وتؤيد سياسات تساعد الهيمنة الأمريكية في العالم لنشر النصرانية علاوة على القس سام رودجرز من المؤتمر القومي لقادة المسيحيين اللاتينيين. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إنهم أرادوا أن يصلوا إلى الأمريكيين من أصل لاتيني لكي يعبئوهم لنصرة دولة إسرائيل، وكان من المتكلمين بهذا الخصوص أرماندو جازمن مدير مكتب واشنطن لمحطة تلفزيون أزتيكا وتلفزيون أزتيكا أمريكا، وكذلك خوان رانجل رئيس منظمة (جيران متحدون) والنائبة الديمقراطية في مجلس النواب ليندا شانسيز عن ولاية كاليفورنيا وفي ختام ذلك الاجتماع قد توجه 5500 شخص إلى منطقة مباني الكونجرس والمعروفة باسم كابيتول هيل للضغط على أعضاء الكونغرس لكي يدعم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وكان من أبرز التطورات في مؤتمر ذلك العام هو مشاركة عدد كبير من المشرعين الأمريكيين من الحزب الديمقراطي الذي يسطر حاليا على الكونغرس وكان من بين المتحدثين نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك شيني، وسفير إسرائيل في الأممالمتحدة السابق دانيال جيلرمان ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني وألقى كل من نانسي بيلوسي زعيمة الأغلبية الديمقراطية كلمة في المؤتمر وكذلك هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ وقد حضر أيضا زعيم الجمهوريين في المجلس ميتشل ماكونيل وزعيم النواب الجمهوريين في مجلس النواب جون بينر وكذلك تسيني هوير الزعيم الديمقراطي. كما شارك النائب الديمقراطي المتشدد وأحد أكبر مناصري إسرائيل في الكونغرس توم لانتوس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب واليناروس عضو اللجنة نفسها، وهي جمهورية تمثل ولاية فلوريدا، ومن المسئولين الإسرائيليين الذين شاركو رئيس الوزراء الأسبق ايهود أولمرت ووزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس ورئيس حزب الليكود والمعارض بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن سالي ميرادور ونائب وزير الدافع افرايم سني، وكان أكثر من 5000 قد شاركوا في هذا المؤتمر،،يتم تصنيف هذه اللجنة وهي منظمة أمريكية غير حزبية هدفها استمرار تبني الولاياتالمتحدة لقضايا إسرائيل على أنها أقوى منظمة في مجال السياسة الخارجية الأمريكية تأثيرا على الكونغرس وعملت الإيباك لأكثر من 50 عاما مع الكونغرس من أجل التأثير على السياسة. وأنا هنا أوجه رسالة إلى الشعب الأمريكي العظيم وأقول له أيها الشعب الأمريكي العظيم ماذا جنيتم من منظمة الإيباك غير الدخول في حروب كلفتكم ترليونات الدولارات وفقدتم عشرات الآلاف من الأفراد ومثلهم معوقين إلى جانب مليارات الدولارات التي تدفعونها لدولة إسرائيل الأمر الذي جعل اقتصادكم ينهار انهيارا عظيما ووصلت البطالة لديكم إلى نسبة 10% وسكن عدد كبير منكم الخيام وإلى جانب هذا فإنكم كسبتم كره شعوب العالم بأسرها وسوف يسجل التاريخ دولتكم العظمى بأنها حينما وصلت إلى أعلى مرتبة في دول العالم بطشت وظلمت وقتلت الملايين من أبناء العرب والمسلمين، وبدلا من أن تبسط العدل وتساعد الدول الفقيرة في تنمية اقتصادياتها فهذه الحروب لافائدة منها للولايات المتحدة إلا صرف الترليونات من الدولارات وفقد كثير من أبناء الولاياتالمتحدة من أجل إسرائيل وهل تقبلون أنتم أن تأتي شعوب من جميع أنحاء العالم فيحتلوا بلادكم ويطردوكم منها، وهذا ما تريد تحقيقه منظمة الإيباك ولو أدى هذا إلى تدمير اقتصاديات الولاياتالمتحدة. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.