الكثير من الأسماء التي طرحتها أمانة منطقة الباحة لتكون مسميات دائمة للشوارع الفرعية بالمدينة تحتاج إلى معاجم لغوية لمعرفة دلالة تلك الأسماء، لأنها ضاربة في عمق التاريخ ومن بينها (تميم بن يعار، حسان بن وبرة، آمنة بنت أبي الخيار، الحكم بن منهال وغيرهم) وبما إن العودة التقليدية إلى مراجع ورقية فيها من التعب والمشقة ما يدفعنا إلى تحريك فارة الحاسب لمحركات قوقل وإعطائه حرية البحث، إلا أن السيد قوقل حتماً يعطينا معلومات متضاربة ومتفاوتة لأنه يستند إلى تخزين رقمي، عندها لا نستطيع أن نستبين أي المعلومة أكثر دقة، وبصرف النظر عن كل هذا الإجراء يقفز سؤال لماذا هذه النمطية التي تتبعها أمانات المناطق عند اختيار أسماء الشوارع؟ ولماذا لا يتم الاختيار بما يتلاءم مع الذاكرة القريبة جدا؟ ليس تقليلاً أبداً من شأن تلك الأسماء المطروحة فهي بل شك لها حضورها التاريخي المشرّف والذي نحترمه ونثمنه إلا أن الأعلام الحاليين من واجبنا الالتفات إليهم بتكريمهم ولو من خلال إبقاء أسمائهم في الذاكرة والفرصة سانحة بإطلاق أسماء شوارعنا ومياديننا بأسمائهم وبما أن أمانة منطقة الباحة قد شرعت مشكورة في طرح أسماء الشوارع أتمنى منها تشكيل لجنة تقوم باختيار الأسماء وفقا للسياق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، فمثلا الشارع الرئيس في حي محضرة باسم الروائي عبد العزيز المشري فهو ملء السمع والبصر ، ولماذا لا يطلق اسم أحد شوارع حي الجادية باسم الشاعر سعد الثوعي ؟ومثله في حي رغدان باسم محمد سعد فيضي وآخر باسم علي بن عمر وثالث باسم مشرف العياضي ورابع باسم محمد العارفة، وكذلك احد شوارع حي قرن ظبي باسم علي السلوك، هؤلاء الأعلام والراحلون عنا لهم جهودهم الفكرية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأدبية، والأمنية أيضا أن تعط الأمانة فرصة لساكني الأحياء اختيار أسماء شوارعهم بأنفسهم لأن هناك ثمة رابطة روحية بين الأسماء والأماكن وهذا التلازم يسهل عملية ثبات الاسم وهو الهدف الأساس الذي من اجله طُرحت فكرة الأسماء إذ ليس من المعقول أن تفتقد تلك المسميات وظيفتها وهي الاستدلال بمواقعها وبشكل سريع وبدون العودة إلى الأسلوب المتبع في تحديد خارطة المواقع، مثلا تود وصف مكان ما تقول للآخر تسير على طول الطريق الذي نسيت اسمه بعده تجد أمامك منحدرا نهايته تجد شارعا فرعيا أيضا نسيت اسمه لتمر بجوار غابة صغيرة تنعطف يمينا ثم يسارا لتجد منزلي، يقع الآخر في دوامة عدم الاهتداء بالمكان عندها أظن أن مشروع مسميات الشوارع لم يحقق الهدف الذي وضع من اجله. مبروك الأستاذية أهنئ الصديق الأستاذ دكتور صالح بن معيض الغامدي رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود بالرياض لحصوله على درجة الأستاذية، والدكتور صالح له جهود بارزة ومميزة في جامعته، أو من خلال حضوره الفاعل في الملتقيات الأدبية على مستوى جميع الأندية، فضلا عن ترؤسه الواعي للجنة الثقافية المنظمة لمعرض الرياض الدولي للكتاب. والتهنئة موصولة أيضا للشاعر الصديق عبد الرحمن سابي عضو مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي.