مما لاشك فيه إن مهرجان الجنادرية الذي يقام في بلادنا كل عام منذ ربع قرن آخرها المهرجان الخامس والعشرون والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مؤخراً يحمل روح الفكر وثقافة وتاريخ وأصالة وحضارة هذه الارض الطيبة بلد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومنبع الرسالة وتاريخ الجزيرة العربية وعادات وتقاليد هذا الشعب السعودي الكريم،فهو من المهرجانات العربية المميزة وله خصوصية مميزة تختلف عن المهرجانات الاخرى من حيث اهتمامه بالتراث والتاريخ والاصالة. ففي هذه المهرجان تروى لنا قصة كفاح هذه الأمة وتاريخها طيلة العصور السابقة وتطورها وانتقالها من دولة يعمها الفقر والتشرد والضياع والغزوات القبلية وقطاع الدروب الى دولة عصرية بمعنى الكلمة بعد توحيدها على يد صقر الجزيرة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله طيب الله ثراه الذي انشأ دولة دستورها كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأصبحت المملكة لها مكانة مميزة في عالمنا العربي والإسلامي والعالمي واصبحت التنمية من أهم اهدافها تنمية الانسان السعودي وتزويده بسلاح العلم والمعرفة فانتشر العلم في ربوع الوطن بمختلف مراحله وتم تخفيض نسب الأمية لتكون نسباً ضعيفة جدا فزاد عدد الجامعات من تسع جامعات الى ثلاث وعشرين جامعة منتشرة في ربوع بلادنا الغالية أرض الحرمين الشريفين واصبحنا نعيش نهضة تعليمية جبارة في عهد مليكنا المحبوب عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه. ومما هو ملاحظ هذا المهرجان طيلة رحلته الزمنية استطاع ان يكون محط انظار المتابعين من النقاد والمفكرين والباحثين الخليجيين والعرب في أمور التراث والفكر والثقافة والفنون الجميلة والادب ليكون ملتقى لهم تقام فيه المحاضرات والندوات والملتقيات والأمسيات الشعرية ولتكون سببا من اسباب تحريك الساحة الادبية والثقافية والفكرية. فقد أصبح المهرجان بعد ربع قرن من عمره الزمني ساحة للحوار المفتوح لمناقشة كافة القضايا العربية في مجالات متعددة اهمها قضايا الارهاب ومكافحة المخدرات والفقر وغيرها من القضايا العصرية من خلال طرحها ووضع الحلول اللازمة لها، فمهرجان الجنادرية رافد فكري وثقافي وحضاري وعلمي للأمة العربية والإسلامية ويعتبر من اميز المهرجانات التي تقام في عالمنا العربي والاسلامي فهي تظاهرة ثقافية وفكرية وحضارية في غاية التنظيم والروعة تنفق عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بسخاء في سبيل النهوض بالتراث، وقد شهد خلال السنوات الأخيرة تطورات غير مسبوقة وادخلت عليه انشطة علمية وفكرية تجاوزت عن كونه احتفالاً تراثياً. ختاماً فهو مهرجان من أبراز أهدافه التأكيد على الهوية العربية والاسلامية وتأهيل الموروث الوطني بشتى جوانبه والمحافظة عليه ليبقى ماثلا أمامنا وللاجيال القادمة، ومما يلاحظ أن هذه المهرجان أقيم في سنواته السابقة في مدينة الرياض فقط مما يحرم الكثير من الموطنين مشاهدته عن قرب والاستمتاع بما يحتويه من كنوز فلنا أمل بأن يقام في كل عام في منطقة من مناطق المملكة مما يتيح لأكبر عدد ممكن من ابناء الشعب السعودي مشاهدته عن كثب.