«جنادرية» العز... ذاكرة الأمة والوطن... ملتقى الفكر والثقافة والأدب والتراث الشعبي للماضي الجميل والحاضر المشرق، فيه أصالة الأمة وتاريخ الوطن وصدق قيادة رشيدة. «جنادرية» اليوم... تحكي صهيل السنين، وربط الماضي بالحاضر لأكبر تظاهرة ثقافية على مستوى العالمين العربي والإسلامي، إذ لا يرقى إليها أي مهرجان تراثي في العالم. «جنادرية» الوطن... صور متجددة لمدى فضاء ثقافي واسع، كما أنها تلاحم وتواصل وربط بين مثقفي ومفكري العالم قاطبة. علامة مميزة لجماليات الفن السعودي، فمهرجان الجنادرية متاحف لنسيج اجتماعي واحد، صنعه ووحده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حتى أصبحت «الجنادرية» مقصداً لكل الأمم، هذا ما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للوطن، وما جائزتا الثقافة والتراث للملك إلا فتح لمعطيات جديدة ودوائر عالمية مميزة للمهرجان. فهنيئاً للجنادرية بالملك المفدى ومهندسها المتألق رئيس الحرس الوطني، وعضو مجلس الوزراء، الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وانطلاقاً من مقدمتي هذه أضع اقتراحاً لدراسته ليكون أحد المشاريع الثقافية للجنادرية من خلال التعاون مع «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية»، إذ يعتبر هذا المركز واجهة علمية وثقافية في الوطن وخارج الوطن للعناية بالمحافظة على سلالة الحرف العربي والعمل على ترسيخ لغة الضاد ونشرها في العالم. ومن خلال هذه المنارة وجنادرية الوطن أتمنى وضع تصور لتجميع علماء العالمين العربي والإسلامي المتخصصين في اللغة العربية، وليكن في «جنادرية 26»، وكما هو معلوم أن بليوناً ونصف البليون شخص من المسلمين في هذا العالم يُؤدون الصلاة باللغة العربية، ويرددون القرآن الكريم يومياً، وكما نعلم أن أصحاب اللغة العربية «القرآن الكريم» هم (خير أمة أخرجت للناس)، والقرآن الكريم هو كلام الله جل جلاله باللسان العربي المبين، فالحمد لله الذي أكرمنا وشرفنا بلغة القرآن، إذ يتحدث اللغة العربية «اللغة الأم» نحو 500 مليون شخص في العالم، كما أن هناك العدد نفسه من غير العرب يتحدثون اللغة العربية. اللغة العربية لغة سامية، ارتبطت برسالة الإسلام، وهي لغة خالدة إلى يوم الدين، وفي ظل «العولمة» أصبحت الكثير من اللغات «تتزحزح» لمصلحة لغات أخرى، وكما يقال إن هذا العصر «عصر موت اللغات» باستثناء اللغة العربية المحفوظة من رب العزة والجلال. إلا أننا نرى في بعض الدول الإسلامية طمساً للحرف العربي حتى ألغيت الأسماء والأرقام، وكما نعلم أن عدد الدول الإسلامية التي تستخدم أبجدية العربية لكتابة لغتها، يصل إلى40 دولة، إذ تقع في القارات الآتية: - دول إسلامية آسيوية. - دول إسلامية إفريقية. - دول إسلامية أوروبية. - دول إسلامية في أميركا الجنوبية. - دول إسلامية في البلقان. إنطلاقاً من ذلك أصبح لازماً علينا، نحن أمة القرآن، وضع إستراتيجية إستشرافية مستقبلية لإعادة مكانة الحرف العربي في مكانته، لاستضافة الدول الإسلامية التي تكتب لغتها بالحرف العربي، كما كان في كتابة العلوم والمعاملات والعبادات، بدلاً من اللاتينية في برنامج حوار ونقاش لإحياء الكتابة بالحرف العربي وتأصيله وتجذيره أبجدية لتكون اللغة العربية ذات سيادة وقيمة. وما الاهتمام الشديد من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالثقافة والعلم والتعليم والتطوير غير المسبوق للتراث، إلا دليل على اهتمام القيادة بهذه المجالات الحيوية، هذا إضافة إلى جائزة الملك المفدى للترجمة، وهذا يمثل عمق حيوية اللغة العربية. وإنني هنا أتوجه لرئيس الحرس الوطني، وعضو مجلس الوزراء، الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز باقتراحي هذا لدرسه من أصحاب الاختصاص لإعادة كتابة الحرف العربي بالدول الإسلامية، وهذا التوجه للارتباط والتميز في العالم الإسلامي من خلال قوة الاقتصاد والتبادل المنفعي والثقافي لترسيخ الحروف الأبجدية العربية لتكون ذات مكانة وسيادة في العالم. أحمد بن محمد مجلي - جدة [email protected]