توج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس خلال مهرجان الجنادرية، الفائزين بسباق الهجن الذي أقيم على ميدان الملك عبدالعزيز في الجنادرية، وحصل على المراكز الخمسة الأولى الهجن المملوكة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد. حضر السباق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وضيوف الجنادرية، وأصحاب السمو الملكي الأمراء. إذ حقق المركز الأول «هداج»، وحل ثانيا «خزام» فيما جاء ثالثا «مشتاق»، و«موفق» في المركز الرابع في حين تمكن «أبا الرهون» من تحقيق المركز الخامس. الجدير بالذكر أن الهجن الفائزة بالمراكز من الأول وحتى العاشر عدا التاسع تعود ملكيتها لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد.
مثقفون في ليلة انطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة : الجنادرية نقلت الصحراء العربية إلى قلب الثقافة العالمية أحمد الحذيفي الرياض أكد عدد من المثقفين أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) يعد أحد أكبر المهرجانات الثقافية في العالم العربي، مشيرين إلى أنه يطل كل عام بصبغة ثقافية تعدت المحلية إلى العالمية من خلال استقطاب دول أخرى للمشاركة، فضلا عن الأسماء اللامعة على الصعيد الفكري والثقافي من كافة بلدان العالم. وأوضح الأديب وعضو مجلس الشورى حمد القاضي أن المهرجان يعد أحد المنابر الثقافية السعودية الكبرى التي تحمل تراثنا وثقافتنا العربية بشكل عام إلى الأقطار الأخرى. وأضاف «المهرجان يبرز للآخرين بعض جوانب منظومتنا الثقافية وعطاء مثقفينا وعلمائنا وأدبائنا، كما أن المهرجان أصبح ذا صبغة عالمية بتنوعه ونوعية نشاطاته الثقافية وبحضور الكبير سواء من الداخل أو الخارج»، وأشار القاضي إلى أنه استعرض فقرات المناشط الثقافية للمهرجان لهذا العام، قائلا «وجدتها متكاملة، بحيث إنها غطت عددا من الجوانب الثقافية والأدبية والعلمية في بلادنا». وخلص القاضي للقول: «أتطلع إلى نجاح مهرجان هذا العام قياسا بالنجاحات التي حققها المهرجان في الأعوام الماضية، متمنيا الحضور الكثيف في المهرجان سواء في القرية التراثية أو في المحاضرات والندوات». المسرحي نايف البقمي قال: «تمثل الجنادرية تظاهرة ثقافية كبرى ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى العالم العربي لما يحويه من برامج وأنشطة ثقافية مختلفة ومتنوعة ولما تجده من دعم ورعاية واهتمام من مقام خادم الحرمين الشريفين»، وأضاف البقمي أن الجنادرية عين على الماضي المجيد وعين على الحاضر المشرق وهي بكل أنشطتها مميزة، وأود أن أشيد باستقطابها لرموز الفكر والأدب والثقافة في الوطن العربي. وأبان الشاعر إبراهيم الوافي أن مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة يظل دائما إحدى التظاهرات الثقافية العربية التي تضرب لها المواعيد، ويتأرخ بها الفعل الثقافي، وتتحول من خلالها الرياض إلى شمس من الصحراء تسكن سماء التاريخ، وتجتمع في خيوطها الجهات الأربع، حاملة على عاتقها عبق الماضي الذي يعتد به الحاضر، وسيرة الزمن وانتباهة اليوم للأمس. واستطرد الوافي «ظلت الجنادرية محافظة على توهجها، مع تفاوت نسبي في أهمية أحداثها وهو كما يخيل لي دائما سنة للفعل الثقافي المستمر، إلا أنها في كل أعوامها جاءت دائما لتشكل مظهرا من مظاهر الأصالة لدينا وقناة عربية هامة من قنوات التجمع الثقافي، أما عن برامجها المصاحبة، فهناك عمل ودراسات مستمرة متناسبة مع طبيعة الأعوام من أجل تأطير الأنشطة وموازاتها لأهمية المناسبة، وإن كانت في بداياتها أكثر وهجا وحضورا على اعتبار أنها قدمت لنا من خلال مناشطها المختلفة، المبدع النجم في الفكر والشعر وغيرهما، إلا أننا بالفعل بدأنا نلمس تراجعا نسبيا حول هذا الموضوع تحديدا، ففي الوقت الذي استقطبت في دوراتها السابقة النجوم على المستوى العربي والمحلي، بدأت تشكل تراجعا في هذه الخطوة وهو التراجع الذي لمس المهرجان برمته حين تكون النجومية إعلانا شعبيا لأهمية المهرجان». وخلص الوافي للقول «وأيا كان الأمر سيبقى مهرجان الجنادرية دائما من أهم المنابر الثقافية العربية لدينا لأننا اعتدنا فيه أن نقرأ الأمس في عيون الحاضر بصورة مبهرة ومكثفة ومتنوعة ومتواصلة.. على مستوى التراث كحياة وليس كفعل ثقافي فقط وهذا ما يميزه تحديدا عن بقية المهرجانات العربية الأخرى».
أبو سليمان: تكريمي تقدير للعلماء في شخصية فرد منهم حازم المطيري، نواف عافت الرياض رأى الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان الشخصية المكرمة لهذه السنة في مهرجان الجنادرية 26 «أن تكريمه من جهة رفيعة مسؤولة في المملكة له مدلولاته وإشاراته الحضارية ومعانيه السامية، هو تكريم لقطاع العلماء والمثقفين في شخصية فرد منهم، ربما لا يكون أميزهم. إن هذا التكريم له دلالته الحضارية، ونحن ولله الحمد قد تهيأت لنا أسباب التقدم الحضاري، فعلى كل فرد يأنس من نفسه كفاءة الإسهام أن لا يتردد في تقديم ما يسهم في تقدم البلاد حاضرا ومستقبلا بقدر ما أوتي من علم ومواهب وإمكانيات بما يثري الساحة العلمية ويخدم الإنسانية ويقدم صورا من النشاط الثقافي لهذه البلاد العزيزة». ولفت الدكتور أبوسليمان، أن مهرجان الجنادرية بحسن اختيار الموضوعات ونشاطه المتنوع واستمرارية إقامته يجعله بين المناسبات الأممية المميزة. وعن مؤلفاته والنشاط الثقافي في المملكة، أكد أبو سليمان وجود بعض المؤلفات المترجمة خارج المملكة، على سبيل المثال: كتاب مجلة الأحكام الشرعية على مذهب الإمام أحمد (رحمه الله) باللغة الإنجليزية، وكذلك ترجم بعضها إلى اللغة التركية. وشدد أبو سليمان على أن الفقة الإسلامي هو خلاصة الدراسات الإسلامية.
السماري ل«عكاظ»: الجنادرية والدارة رسالة وطنية واحدة وفاء باداود جدة دشنت دارة الملك عبدالعزيز مرحلة جديدة من مشاركتها المستمرة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، حيث تطلق مبناها الجديد في الجنادرية هذا العام مع انطلاقة المهرجان في دورته السادسة والعشرين. وأوضح الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز بمناسبة انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام «أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمهرجان الجنادرية دائما ما يعطي زخما لأهمية المهرجان ودعما لنجاحه ودفعة قوية لإيصال رسالته الوطنية بمكوناتها الاجتماعية والثقافية، وهذه الرعاية الدائمة إشارة من الدولة إلى أهمية التراث بصفة الجزء المهم والممارس من التاريخ، كما أن هذا الاهتمام إيمان بأن التراث بجوانبه المادية والمعنوية لديه القدرة على توثيق انتظام المجتمع في وحدة ثقافية واجتماعية أصيلة وتعزيز العناصر الأخرى للحمة الوطنية». وعن مشاركة الدارة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة السادس والعشرين قال السماري: «الجنادرية ودارة الملك عبدالعزيز تتقاطعان في نقاط عدة سواء في الرسالة الوطنية أو في المحتوى الثقافي، لذا فمشاركة الدارة ضرورة وذات أهمية، حيث إن المهرجان فرصة سنوية كبيرة لتعريف شريحة جديدة بأعمال الدارة ومشروعاتها العلمية وبرامجها المستقبلية وخدماتها المتصاعدة للمصادر التاريخية، وفي هذه الدورة الجديدة للمهرجان تخطو مشاركة دارة الملك عبدالعزيز خطوة طويلة بتدشين مبناها الجديد الذي سيكون عاملا كبيرا للتعريف بخدماتها الفنية للوثائق والمخطوطات، وتهيئة إصداراتها العلمية لزوار المهرجان وضيوفه من خارج المملكة، ولتقديم عرض موجز لتاريخ الدولة السعودية منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثة قرون، وهذه الخطوة المهمة لم تكن لتتم على أرض الواقع لولا دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، والذي أولى هذا الإنجاز اهتمامه ورعايته المباشرة حتى تحقق بمشيئة الله، لتأخذ الدارة مكانتها المناسبة في أكبر مهرجان ثقافي واجتماعي في العالم العربي وليتوافق المبنى مع المعنى لدارة الملك عبدالعزيز بعد مسيرة طويلة ومكثفة في خدمة تاريخ الجزيرة العربية بصفة عامة وتاريخ المملكة العربية السعودية بصفة خاصة كان خلفها الأمير سلمان بالدعم والمتابعة». وأضاف الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز «هي دعوة خالصة للمثقفين والباحثين والباحثات والمهتمين للتعرف على إنجازات الدارة ومشروعاتها البحثية، وفلسفتها في العمل العلمي، واستراتيجيتها في خدمة حركة البحث والدراسات والتحقيقات العلمية من خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ظل علامة فارقة في المهرجانات التراثية والثقافية العربية بل والدولية، فبينما اندثرت بعضها أو توقفت ظلت الجنادرية تسير بخطى مدروسة وبرعاية مستمرة وبرؤية تطويرية دائمة قائمة ومنتصبة بصفتها شاهدا على الغنى الثقافي في الجزيرة العربية وعلى الاهتمام المتواصل بالموروث السعودي من الدولة أعزها الله كونه من المكتسبات الوطنية التي لا يمكن التفريط بها أو تركها دون صيانة وإبراز للعالم جميعا، فالجنادرية تتحقق بها القيمة التاريخية والرؤى الثقافية الجديدة في آن واحد، كما أنها اختصار للتراث الوطني من جميع المناطق في زمن محدد ومكان محدد لاستظهار الوحدة التاريخية السعودية». واختتم السماري برفع شكره وعرفانه إلى ولاة الأمر على ما يلقاه التاريخ الوطني من رعاية مستمرة من أجهزة الدولة وفي صور مختلفة من أهمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح مهوى للباحثين والدارسين للتراث والمهتمين بتدوينه وتحقيقه من دول العالم كافة.