يقولون أن لدى بعض الناس لاسيما الطلاب منهم نقاطاً إيجابية يسمونها نقاط (القوة ) وهي تلك التي ينجح ويبرز فيها مستواهم وتفوقهم .. وأخرى سالبة يسمونها نقاط (الضعف) وهي التي لا يحققون فيها النجاح المطلوب لأسباب فسيولوجية طبيعية أو نفسيه، وربما تتعلق بمدى جاذبية أو مدى حبهم وتقبلهم لتلك المواد التي بدرسونها أو التي فرضت عليهم لاسيما في القصص والتجارب والحكايات القديمة السابقة التي تروى عن بعض المدارس في الضواحي والقرى ببعض البلاد المجاورة والتي كانت قديماً تُحمِّل الطلاب منذ صغيرهم حقائب مليئة بالكتب والمواد تنوء بحملها أجسادهم الصغيرة حتى كبروا.. ولربما من أجل توطيد العلاقة ببن المدرسة والطالب وميوله العلمية والأدبية أراد كاتب قصة الأرنب التي سأقولها لكم ربما لتكون حافزاً لتشجيع الطلاب على استثمار إبداعاتهم وتخصصاتهم والتركيز على تطويرها وتنميتها. وتتلخص القصة المعبرة في أنه في يوم من الأيام تقدم أرنب لإحدى المدارس العليا بغرض الدراسة .. وقد كانت أهم مادة لديهم هي مادة السباحة ولذلك كان نظام الدراسة ينص على أنه لو نجح الطالب في كل المقررات ورسب في مقرر السباحة فإنه يعتبر راسبا في كل المقررات و يعيد السنة بكاملها. وإزاء ذلك الشرط عمل الأرنب كل ما في وسعه وظل طوال العام يحمل هم مادة السباحة التي لا يحبها ومتخوفاً من الغرق والرسوب معاً حتى جاء وقت الامتحانات .وفي أول يوم منها اختبر في مادة القفز فحقق نتيجة ومعدلاً طيباً وفي بقية المواد حقق معدلات طيبة ماعدا مادة واحدة هي مقرر السباحة والتي كانت أخر مادة .. فيومها غرق الأرنب المسكين وكاد أن يموت فأنقذوه .. لكن أين يذهب مع قانون المدرسة حيث اتخذت إدارة المدرسة بحقه القرارات الصارمة وهي أولاً : أن يعتبر الأرنب راسبا لهذا العام و عليه أن يعيد السنة الدراسية .وثانياً: أن يدرس الأرنب في السنة الدراسية القادمة التي سيعيدها ساعتين إضافيتين في السباحة يوميا بدل من ساعة واحدة فقرر الأرنب أن يكرس وقت الإجازة الصيفية ليواصل التدريب على السباحة ..وجاءت السنة التالية و انتهت أيامها كما بدأت ، وجاءت الامتحانات فحقق الأرنب نفس المستويات السابقة إلا السباحة فقد رسب فيها للمرة الثانية ، فقررت إدارة المدرسة أن الأرنب راسب وزادوا عليه مدة السباحة إلى ثلاث ساعات يومياً . يومها ضاقت الأرض عليه بما رحبت فخرج مهموماً والأسى قد ملأ قلبه .. وبينما هو كذلك إذ قابل (حكيماً) فسأله الحكيم عن حاله فشكا له أمر المدرسة وإكراهه على السباحة التي لا يحبها أبداً فقال له الحكيم : لقد ضيعت عمرك فيما لا نفع فيه فلو دربوك على القفز ساعة واحدة يوميا لكنت أحرزت رقماً قياسياً في القفز ولربما حققت ميدالية ذهبية في الأولمبياد ورفعت اسم مدرستك عالياً .