يشكل الحج في بلادنا وللعالم الاسلامي جوا روجانياً جميلاً مليئاً بالإيمان والتكبير والتهليل فهو الركن الخامس من اركان الإسلام والذي يتم فيه المسلم اسلامه فهو عبارة عن سلوك حضاري عظيم يظهر عظمة الإسلام وقوته فهو مؤتمر اسلامي كبير يجتمع فيه المسلمون من انحاء المعمورة قاطبة في لباس واحد ولهدف واحد وأجناس مختلفة ليقفوا على صعيد عرفات الطيب حامدين الله على ما أتاهم قال تعالى " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ماهداهم في ايام معدودات على ما رزقهم من بهيمة الانعام".والحج كما هومعروف جهاد عظيم يترك الحاج فيه ماله وولده وأهله في سبيل اداء هذه الشعيرة العظيمة والتي يكون اجرها عظيماً قال تعالى " من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمه" وبلادنا ولله الحمد منذ قديم الأزمان ومنذ ان وحدت هذه الأراضي المقدسة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود وهي تقوم بخدمة الحجيج حتى جاء ابناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله واسكنهم فسيح جناته حتى جاء عهد مليكنا المحبوب ملك الانسانية ورائد الاصلاح ونصير الفقراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والذي شهدت في عهده الكثير من المشاريع الضخمة لكي يؤدي ضيوف الرحمن في كل يسر وسهولة وكذلك المشاريع الضخمة في المشاعر المقدسة من إنشاء الكباري والجسور لتسهيل الحركة المرورية ومن اهم هذه المشاريع مشروع رمي الجمرات الذي كلف مبلغاً خيالياً مقداره خمسة مليارات من الريالات لتعتبر احد الانجازات الحضارية في المملكة كذلك لاننسى ماشهدته المدينةالمنورة من توسعات في حرمها الشريف وشوارعها المنورة. وفي كل عام تستنفر الاجهزة الحكومية في بلادنا جميع طاقاتها سواء كانت الاجهزة الأمنية أو الصحية أو المواصلات والاتصالات او مؤسسات الطوافة الأهلية والتي تسهر على راحة الحجاج بتوفير السكن لهم والمعيشة وتنقلاتهم وغير ذلك من الخدمات التي يحتاجها حجاج بيت الله الحرام. ومما لاشك فيه ان النجاح وخطط الحج دائما ولله الحمد ما تكون وجهين لعملة واحدة وتلك حقيقة نشاهدها على الواقع ويشهد بها الجميع سواء كان ذلك من خلال الحجاج أنفسهم أو من خلال رؤساء بعثات الحج بتقديرهم لما تقوم به المملكة من خدمات متنوعة كلفت الدولة عشرات المليارات من الريالات وهذه النجاحات صور مضيئة ولله الحمد قامت بنقلها وسائل الاعلام ممثلة في وزارة الاعلام بجميع قنواتها المرئية والمقروءة والمسموعة ونقلت للعالم أجمع بالصوت والصورة. كما ان لوزارة الصحة بمتابعة من وزيرها الدكتور عبد العزيز الربيعة وبكوادرها الطبية المتميزة السيطرة على مرض انفلونزا الخنازير من خلال الخطط الوقائية المناسبة لهذا المرض والسيطرة عليه سيطرة تامة اشاد بها العالم من حولنا حيث لم يمت من جراء هذا المرض سوى اربعة حالات من مليونين ونصف حاج وقفوا على صعيد عرفات واكملوا مسيرتهم نحو مزدلفة واقاموا بمنى اربعة ايام وهو انجاز رائع يجير لوزارة الصحة ولمجهوداتهم المتميزة. كما لا يفوتنا أن نشيد بدور الاجهزة الحكومية المختلفة وخاصة أمانة العاصمة والدفاع المدني وشركة الكهرباء والتي تعاملت مع السيول والامطار التي وقعت على منى يوم التروية وكان الصرف الصحي الجندي المجهول في هذا النجاح والذي اقيم على اسس سليمة ساهم مساهمة فعالة في تصريف هذه المياه حيث لم تعق ولله الحمد هذه الامطار تحركات الحجيج وتنقلاتهم. وها هو سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية يعلن بعد نفرة الحجيج من منى وخلال المؤتمر الصحفي بنجاح حج هذا العام 1430ه أمنيا وصحيا واقتصاديا ومروريا ولله الحمد وهاهم حجاج بيت الله الحرام يغادرون هذه البقاع الطاهرة فرحين بما أتاهم الله من نعمة اكمال حجهم داعين الله لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بأن يحفظهم الله ويوفقهم لما فيه صلاح هذه الأمة إنه سميع مجيب.