في كل عام ولله الحمد في مثل هذه الأوقات تستقبل بلادنا ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام قادمين إلى الديار المقدسة من أرجاء المعمورة ليكملوا الركن الخامس من أركان الإسلام ملبين نداء الحق اقتداء بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قال تعالى "وأذن في الناس في الحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق لشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" وقال تعالى "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج". ومن نعم الله أن جعل هذه الأراضي المقدسة مكةالمكرمة قبلة المسلمين ومأوى افئدتهم ووفر لها حكومة تحكم بشرع الله وتعمل ليلاً ونهاراً في خدماتها وتوفير ماتحتاجه من مرافق وخدمات وهي في ذلك تسعى من خلالها إلى خدمة الإسلام والمسلمين منذ أن وحدت المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. وواصل مسيرة العطاء من بعده أبنائه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وهب نفسه لخدمة هذا الدين الحنيف وسمى نفسه بخادم الحرمين الشريفين ورفع شعار خدمة الحجيج شرف لنا ومن هنا نجد الإنفاق على هذه المدينة من خلال المشاريع التي تنفذ بها والتي تأتي بتوجيهات منه حفظه الله بمبالغ تقدر بالمليارات في إنشاء العديد من المرافق والخدمات والتوسعات لتساهم في تسير رحلة الحجيج. فمنذ أن يطأ الحاج أرض الحرمين الشريفين سواء كان ذلك براً أو بحراً أو جواً يجد الجميع في استقباله وفي خدمته ويعمل له كافة الأمور التي تجعله يحس بالأمن والطمأنينة في هذه الديار المقدسة. ومن هنا نجد الأجهزة الحكومية العاملة في الحج تستنفر طافتها وآلياتها وقدراتها البشرية في تنفيذ الخطط الموضوعة سواء كان ذلك في مطاراتنا أو في موانئنا أو في طرقنا البرية أو من خلال العاملين في وزارة الحج ومؤسسات الحج والتي تسهر على راحتهم وتوفير المساكن المناسبة لهم وتنقلاتهم في مكة وفي المشاعر المقدسة وللأجهزة الأمنية بمختلف قطاعاتها في وزارة الداخلية جهود جبارة في السهر على أمن الحجيج وراحتهم في تنقلاتهم ورحلتهم الربانية لأداء النسك ولوزارة التجارة دورها في توفير ما يحتاجونه من غذاء في كل مكان وبأسعار مناسبة. أما وزارة الصحة فقد أكملت تجهيزاتها ومستشفياتها ومستوصفاتها ومرافقها الصحية لتوفير العلاج اللازم لهم ووضع البرامج والطرق الوقائية من الأمراض ونشر الوعي الصحي بينهم. فالتعاون بين الاجهزة الحكومية والتنسيق المشترك بينهما والأداء الجماعي قائم طبقاً لأساليب العمل والمعلومات المحددة التي تشترط الإعداد والتجهيز والتحضير لإنجاح خطط الوزارات لموسم الحج وذلك بالاستفادة القصوى مما هو موجود من إمكانيات ومجهودات وخبرات متراكمة في أعمال الحج للسنوات الماضية وللوصول به لبر الأمان. وذلك ليس بغريب علينا كسعوديين أن يتحقق النجاح دائماً في خطط الحج المقدمة لضيوف الرحمن وهذا ما تعودنا عليه منذ قديم الأزل. وما شهدته مكةالمكرمة وما تشهده حالياً وما ستشهده مستقبلاً من مشاريع ضخمة كلفت المليارات هي كثيرة وكبيرة ومتعددة وتجد متابعة من قائد مسيرتنا ورائد نهضتنا مليكنا المحبوب والذي دائماً ما يحث على الإسراع في إنهائها وأهم هذه المشاريع التي تقام حالياً مشروع جسر الجمرات والذي كلف ما يزيد عن الأربعة مليارات من الريالات والذي سيساهم مساهمة فعالة في القضاء على الكثير من الاختناقات التي كانت تحدث عند الرمي وكذلك مشروع توسعة المسعى الذي يشهد حالياً اضافة مساحة خارجية بموازاته للتقليل من الازدحام الكبير الذي يشهده المسعى عند أداء النسك وما يسببه من أزمات بين الحجيج وأجمل ما شهدته مكةالمكرمة هذا العام التوسعة الضخمة للحرم المكي الشريف من الناحية الشمالية وإزالة الكثير من المباني بلغت الأربعة آلاف عمارة بلغت تعويضاتها الخمسة مليار من الريالات هذا علاوة على مشاريع استثمارية أخرى حول منطقة الحرم تقام على مدار السنة لاقامة ابراج سكنية تساهم في استيعاب اعداد كبيرة من الحجيج كما ان هنالك مشاريع مستقبلية تطويرية جاري اعداد الدراسات اللازمة من تكيف المسجد الحرام ومشروع القطار الضخم الذي سيربط بين مكة والمشاعر وبين المشاعر بعضها ببعض ومشاريع خاصة بالطرق الدائرية وما تحتاجه من إزالة وتعويضاتها والتي تهدف إلى تسيير الحركة المرورية ولا ننسى أن نشيد بما تقدمه هيئة تطوير مكة من دراسات وأبحاث تطويرية تهدف إلى الرقي بالخدمات التي ستساهم في تطويرها. ختاما ما تقدمه حكومتنا الرشيدة من خدمات لضيوف الرحمن عظيمة ورائعة يشاهدها العالم من حولنا بالصوت والصورة من خلال وسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة في وزارة الإعلام والتي تؤكد للعالم العربي والإسلامي بأن هذه البلاد في أيدي أمينة يحميها بعد الله قادة هذه البلاد الذين يسعون لخدمة الإسلام والمسلمين وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.