قبل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بليلة واحدة كنا في ضيافة سعادة القنصل العام الامريكي بجدة بحضور سفير الولاياتالمتحدةالامريكية ومساعدة وزيرة الخارجية الامريكية ومجموعة مميزة من أدباء ومثقفي المجتمع وبعض الذين حضروا من أجل التواجد في حفل الافتتاح الكبير، ما أعجبني في تلك الأمسية أن الحضور بمختلف طبقاتهم كانوا يتحدثون عن هذه الجامعة بانبهار عجيب وبنظرة احترام للوثبة العالمية التي انتهجها الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرقي بمجتمعه وبأمته نحو الصفوف الأولى من العالم الأول، كان استماعي للمناقشات والمداخلات يثير فّي التعمق بالاستماع والتنقل بين الذين سادهم الحوار والمداخلات لأهمية هذه الجامعة بالنسبة للمملكة والدول الاسلامية وملاءمتها مع المستقبل المنظور الذي تنشده المملكة في هذا العصر الزاهر والتي جعلتني أفخر وأعتز بهذا الوطن الذي أصبح يشار إليه بالبنان حتى من ذوي الحظوة العالمية .. ولكن إلى تلك اللحظة وإلى أن غادرت ذلك المكان.. كنت أحسب أن الأمر لم يخلو من المجاملات الدبلوماسية، ولكني حينما حظيت بشرف حضور ذلك الحفل بدعوة كريمة من معالي وزير البترول، لم اتوقع ذلك الحجم الكبير لهذا الصرح العظيم، ولم أتوقع ذلك التنظيم الرائع، وتلك الحفاوة المنظمة التي لم تختلف في تقديمها لشخص دون آخر. قبل سنتين نادى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بالترتيب للانتقال خطوة نحو العالم الأول، وطالب الجميع بالتجهز لذلك اليوم فهو ليس بعيداً، وفعلا لم يكن ذلك اليوم ببعيد، بل أن الخطوة التي نقلنا خادم الحرمين الشريفين إليها كانت أكبر من كل التصورات بل أنها فاجأت كل النقاد والمشككين في قدرة المملكة إلى التوجه نحو العالم الأول وبهذه السرعة المبهرة التي لم توقفها مطبات المغرضين ولم يثنِ العزم الى قيامها من يرون صفاء السماء قاتماً بحكم ما يرتدونه من سواد خيم على فكرهم وعقولهم متناسين أن بناء الحضارات لا يتم بمحدودي النظر وإنما بمن فاق نظرهم واقع الحال ولنا في ارامكو السعودية التي أشرفت على تنفيذ هذا الصرح العملاق أكبر دليل على أنها لم تتوانَ في كسب التطور واكتساب القدرات والخبرات حتى أضحت من اعظم شركات العالم فهي من نقل هذه البلاد إلى العالم الأول منذ أمد وها هو نتاج جهدها ومثابرتها يعبر عنه خادم الحرمين الشريفين بهذا التكريم الذي يفخر به كل موظف بل يجب أن يفخر به كل مواطن من مواطني هذا البلد الحبيب، ولا أُريد تعظيما لهذه الشركة ولكن ما تقوم به من أعمال وبإتقان يجعلنا نقول لهذه الشركة وللقائمين عليها شكرا على جهودكم وعلى ما قمتم بتنفيذه في كاوست التي نتمنى أن تعطي لوطنها وامتها التي انتظرتها سنين عديدة ما نتمناه منها ونقول لاخواننا المواطنين إننا الآن في قلب العالم الأول فهل نحن بقدر هذا الجهد الذي بُذل ؟ وهل نحن إلى ذلك المكان قريبون؟ نقول لقادة بلادنا حماهم الله نحن إنشاء الله إلى ذلك أقرب وإلى أكثر من ذلك سنكون وإلى الأمام يا وطني بسواعد أبنائك المخلصين وننصح الظلاميين أن يروا الجزء المليء من الكوب بدلاً من جزئه الفارغ.