ونحن نحتفل باليوم الوطني لبلادنا ونستذكر تضحيات الأجداد بقيادة الملك عبدالعزيز، رحمه الله، في مسيرة توحيد هذه البلاد الطاهرة، وفي الوقت نفسه نشهد احتفال الوطن بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، هذا الصرح العلمي العملاق الذي نأمل ونتمنى كما تمنى خادم الحرمين الشريفين «أن تكون منارة علم يستفيد منها أبناء وطننا فيما يعود نفعه على ديننا ثم بلادنا والعالم أجمع». أعود وأقول بينما نحن نحتفل بهذه الأمجاد العظيمة التي منّ بها الله سبحانه وتعالى على بلادنا الآمنة، تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر حصول البروفيسورة غادة المطيري على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة علمية عالمية في الولاياتالمتحدة الأميركية، وكان لهذا الخبر الوقع المفرح والسار في نفوسنا وفي نفس كل عربي تواقٍ لرؤية الأمة العربية الإسلامية تسابق الأمم الأخرى في العلم والتقدم. وفي اعتقادي أن تحقيق هذا الإنجاز العلمي من باحثة سعودية، الذي تزامن مع افتتاح جامعة من أكبر الجامعات العالمية في العلوم والتقنية على أرض المملكة، لهو رد تام ووافٍ على كل من اتهمنا من قبل بالجهل والإرهاب والترف الزائد، وها نحن نقول لهم أنتم مخطئون، بل نحن مجتمع علم وبحث وثقافة، مجتمع يحب التقدم ويعشق التطور، مجتمع يمقت الإرهاب ويحب السلام ليس من أجلنا فقط بل من أجل الإنسانية جمعاء، وها هم بنات المجتمع السعودي يحققن الإنجازات العلمية تلو الإنجازات، فبالأمس الدكتورة حياة سندي واليوم الدكتورة غادة المطيري والمسيرة ستتواصل بإذن الله. وهنا من حقنا أن نفرح بإنجازات أبناء وبنات الوطن، وأن نفخر بذلك أمام الآخرين، لكن من حقهم علينا التكريم الذي يشعرهم بأننا معهم وأننا نساندهم في طريق البحث العلمي ونطلب منهم المزيد والمزيد من الإنجازات وكلي أمل بأن أرى هؤلاء المبدعين والمبدعات – حماهم الله – في جامعة الملك عبدالله، فهي أولى بهم وهم أولى بها. مجمع الملك سعود الطبي بالرياض