قد تكون المرة الأولى التي نمارس فيها الكبت القسري للتعبير عن مشاعرنا تجاه الآخرين خلال موسم الأعياد تحت هاجس الخوف من انتقال عدوى انفلونزا الخنازير ونحن كمجتمع شرقي عموماً وخليجي وعربي خصوصاً مرهفو الأحاسيس ونعبر عن أحاسيسنا تعبيراً حاراً وصادقا بالقبلات والمخاشمة ولكن في ظل الظرف الصحي الطارئ الذي يجتاح كل العالم اضطررنا أن نخفف من وطأة هذه المشاعر واستخدمنا عدة وسائل بديلة قسراً وإن كان البعض لايلتزم بهذه المحاذير ويؤمنون بأنه لن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا رغم الإعلانات التلفزيونية والإعلامية التي تحذر من بعض هذه الممارسات وأنا أنقل هنا بعض هذه المحاذير عبر أكثر من دولة وصلت بعضها إلى المستوى الرسمي الملزم فقد تضافرت الفتاوى الدينية والنصائح الطبية، وحتى القرارات على مستوى قمة المسؤولية مع الحملات الصحافية والإعلامية، وقد رفع الرئيس التونسي شعار حملة مقاطعة التقبيل خشية انتشار فيروس انفلونزا الخنازير، معتبراً "لمسة على الصدر كافية لإظهار مشاعر الترحيب الحميمة في هذا الظرف. واكتفى البعض في مدن بلادنا بالمصافحة فقط فيما أوقف عدد كبير من سكان قرى جنوبالطائف قبلات العيد وقرروا تأجيلها للعام القادم خوفاً من تفشي مرض انفلونزا الخنازير .كذلك في الإمارات، حذرت وزارة الصحة السكان من اتباع عادة "التقبيل" و "المخاشمة" خلال عيد الفطر. وفي الأردن نصحت دار الإفتاء الأردنية بتجنب التقبيل في العيد، مؤكدة أنه "غير مستحب شرعاً"، وقالت الفتوى إنه إذا "ترتب على التقبيل إمكانية انتقال المرض بالعدوى فقد أصبح الأمر غير مباح شرعا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يورد ممرض على مصح، أي من كانت مواشيه مريضة لا يخلطها عند السقي مع المواشي الصحيحة". وتابعت: "فإذا كان هذا في حق المواشي فماذا في حق الناس؟ كما حثت المجالس القطرية بعدم التقبيل ورفعت شعار البشاشة والتهليل خير من التقبيل (عيد سعيد وكل عام ومشاعركم بألف خير). وقفة قال الخليفة الراشد الفاروق رضي الله عنه :"إذا حل الطاعون بأرض قوم فلا تدخلوها وإذا دخلتموها فلا تخرجوا منها فقال له بعض الصحابة رضوان الله عليهم أنفرُّ من أمر الله قال نعم نفرُّ من أمر الله إلى أمر الله.