قبل عدة سنوات ، وقبل موجة الكراسي البحثية التي انتشرت في جامعاتنا السعودية ، دعوت في هذه الزاوية إلى اهتمام الجامعات السعودية بالكراسي البحثية ، وحث الشركات الصناعية والتجارية إلى تبني كراسي البحث العلمي في الجامعات ودعمها ، وتولي الإنفاق عليها ، وكانت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هي الوحيدة في الساحة - آنذاك - التي لديها كراس للبحث العلمي ، وطالبت أن تحذو الجامعات الأخرى حذوها . والآن تعج العديد من الجامعات في المملكة بكراسي علمية، حتى أصبحت ظاهرة ، ومع هذه الظاهرة التي كنا ندعو لتطبيقها في وقت مضى ، نطالب الآن بترشيدها ، وإعادة النظر فيها من وزارة التعليم العالي ، حتى تحقق هذه الكراسي البحثية أهدافها ، والغرض منها ، وليس لمجرد التنافس المحموم بين الجامعات في استقطاب الكراسي لمجرد الاستقطاب فقط . ولذا .. فلعلي أسوق بعض الملحوظات المهمة في موضوع الكراسي البحثية ، ومنها : * غلبة الكراسي البحثية النظرية في العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية على كراسي البحث العلمي الخاصة بالنواحي العلمية والصناعية والطبية . * تبني جامعات غير متخصصة لكراسي بحوث علمية ، في حين وجود جامعات أكثر تأهيلاً لتبنيها ، وأجدر منها في فنها وتخصصها ، وأسوق على ذلك الدراسات الشرعية فيما تستقطبه جامعة الملك سعود من دراسات في هذا المجال ، يفوق ما لدى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، على الرغم من أن أساس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هو الدراسات الشرعية ، ولديها من مقومات نجاح الكرسي من الرصيد العلمي ، والموارد البشرية في هذا التخصص ما يفوق ما لدى جامعة الملك سعود ! * تكرار بعض الكراسي في أكثر من جامعة . * كثافة الكراسي في جامعة دون أخرى . وهنا يتطلب الأمر أن تتولى وزارة التعليم العالي إعادة النظر في موضوع الكراسي البحثية ، ودراستها لتكون ظاهرة صحية ، وليست تنافسية فقط ، ولتؤدي رسالتها المهمة في مجال البحث العلمي في دعم عجلة التنمية والتطور في جميع المجالات ، ويأتي ذلك من خلال ما يلي: 1. تقوم كل جامعة بإعداد تصور للكراسي العلمية التي يمكن أن تسهم فيها الجامعة بما تملكه من رصيد خبرة وأعضاء هيئة تدريس وتخصص . 2. مراعاة الجوانب المهمة في التوزيع الجغرافي ، فمثلاً : دراسات البترول ، والزراعة ، والدراسات البحرية ، والحرمين ، لا يمكن تواجدها في أماكن غير مناسبة لها . 3. يراعى مستقبلاً أن يكون تبني الكراسي عن طريق وزارة التعليم العالي لبحث الجامعة الأنسب والأوفق لتبني الكرسي ، وليس بطريقة الاستحواذ . وفق الله الجميع ، وسدد الخطى ، والله من وراء القصد . alomari 1420 @ yahoo . com