تظل الأعمال التطوعية هي الأبقى والصورة المثلى للمجتمع الإنساني في تقديم أرقى الأساليب الحضارية عندما تكون النموذج الأمثل لتحديد أوجه الأنشطة الخدمية لكل الشرائح المعنية في تقديم الرعاية التي تليق بهؤلاء وترتقي لمستوى الحياة المعيشية للمجتمع المتماثل ماديا وثقافيا بحيث تذوب الفروقات فيما بينهم ويستشعرون جميعا أهمية التكافل الاجتماعي في أوجه الخير المتعددة وكان لمنتدى التنمية الاجتماعية الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة يوم السبت الماضي في تجربة تعد هي الأفضل على مستوى العمل التطوعي بصبغته الإنسانية التي ترسم أبعاداً تاريخية لرجالات هذا الوطن وأياديهم البيضاء وهو ماكان متبعا في حياتهم وبعيدا عن الرياء والسمعة لحرصهم أن تنال هذه الأعمال مرضاة الله وأن تصل المستفيدين منها دون ضجيج إعلامي فهكذا كان فقيد الوطن وأمير هذه المنطقة الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله حيث أعماله الخالدة يتم الإعداد لها في صمت لم يستغرب على سموه وإن وصل البعض منها لوسائل الإعلام باجتهادات شخصية من رجال الصحافة والإعلام الذين يفخرون بتلك الانجازات ويعرفون بصدق دلائلها ومعانيها السامية والتي لم تكن بالهدف الذي يسعى إليه القائمون على هذه الينابيع التي تتدفق عطاءً خيراً و لكن امتثالاً لرغبة سموه ولحرصه رحمه الله بشخصيته الهادئة ومواقفه الحكيمة التي ليس بحاجة لمثل هذه السطور كإشادة بما قدمه من أعمال جليلة وإنما أتناولها هنا كشيء من التوثيق للاقتداء بمثل هذه النماذج الإنسانية باكتسابها هذه الخاصية وللحقيقة فقد كنت استمع إلي هذه الأعمال على ألسنة بعض المسؤولين الذي التصقوا بالعمل إلي جانب سموه واقتدوا بمنهجه الإداري والإنساني فكانت أحاديثهم بلسما وعونا لمن تصل إليهم نفحات الخير من أياديه البيضاء رحمه الله لتمتد لمئات الكيلومترات شمالا وجنوبا وشرقا لمساحة منطقة مكةالمكرمة التي شرفت بإدارته لها ورعايته للمرضي وكبار السن وذوي الحاجة وما أكثر هؤلاء الذين وجدوا في سموه اليد الحانية لتنتشلهم من عوز الحال وذل السؤال ولكنهم وجدوا في سموه العون والنصير وهي الحقيقة التي ترفض الرياء ليأتي من يكمل مسيرة هذه الأعمال الإنسانية ويرعاها فكرة وتنفيذا فصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز الابن البار لصاحب هذه الغرسة اليانعة التي تحمل اسم والد الجميع " جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية " حيث يقول سموه " يأتي هذا المنتدى كإرساء لمفهوم التنمية المستدامة وتحقيقه كواقع ممكن عبر الدراية بالظروف المحيطة والعمل على تطوير المهارات الذاتية لأفراد المجتمع ومن ثم الارتقاء بثقافة العمل الرعوي إلي مفهوم الاستدامة ومن هذا المنطلق ينعقد لأول مرة في المملكة منتدى التنمية الاجتماعية الأول للبحث في أهمية طرق تنظيم ومنهجية العمل التنموي إضافة إلي وضع مقاييس احترافية ونتائج ملموسة لمسار العمل الاجتماعي وقد حرصنا على أن يرعى هذا المنتدى فكريا نخبة من أبرز المثقفين والمختصين بالعمل التنموي والاجتماعي بالمملكة والعالم لتناقش هذه النخبة وتستعرض تجاربها العملية في هذا المجال وذلك وسط حضور شرفي وأكاديمي واسع يرقى للحدث منوها سموه بالشكر للجهات الداعمة وقوفها بمسؤوليتها تجاه المجتمع " هنيئا لمن تشرف من فريق العمل بهذه الجمعية وهنيئا لمن ساهم بقدر عطائه في اتساع ظلال هذه الخيمة المباركة . [email protected]