كتب - شاكر عبدالعزيز - تصوير - محمد الأهدل .. افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل امير منطقة مكةالمكرمة مساء امس اعمال منتدى التنمية الاجتماعية الثاني تحت شعار "من الرعوية الى الاستدامة بناء الشراكات" بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ورئيس اعمال المنتدى ومعالي الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية وشارك في حفل الافتتاح الشيخ صالح كامل رئيس غرفة جدة والاستاذ صالح التركي والاستاذ محمد عبدالله الخريجي والاستاذ عبدالله بكر رضوان ومازن بترجي نائب رئيس غرفة جدة واعضاء مجلس ادارة غرفة جدة وعدد كبير من المشاركين في اعمال المنتدى وسيدات الاعمال كما حضرت الافتتاح الاميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية وقد بدأ المنتدى بكلمة لصاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ورئيس المنتدى قال فيها: اليوم.. نحن نكمل مسيرة انطلقت منذ عامين، نكملها بخالد الفيصل من رعى إطلاقها منذ البداية. وتأتي الدورة الثانية لهذا المنتدى في وقت أصبحت فيه جمعية ماجد بن عبدالعزيز لا تنظر إلى التنمية على أنها مجرد أفكار ورؤى، بل تنظر إليها كحالة فكرية اجتماعية متكاملة، تبدأ من الفرد وتصل إلى أعلى الهرم الاجتماعي، إيماناً بأن هذه الحالة ينصهر فيها جميع ذوي العلاقة من المؤسسات الحكومية والأهلية والمنظمات غير الربحية، لتتحول من مجرد "طفرات" وقتية، تذهب وتأتي على اختلاف دوافعها ومسبباتها الاجتماعية، لتصبح حالة مستدامة قائمة بحكم الأنظمة المؤسساتية، فيستطيع الفرد من خلالها أن ينعم بحياة كريمة، وأن يصبح شخصاً منتجاً فاعلاً في المجتمع، وليس غير ذلك، قادراً على المساهمة في ازدهار الوطن، وبالمقابل يضمن له النظام الاجتماعي والتطوعي أسباب الحياة الكريمة. لقد خرج المنتدى في دورته الأولى بالعديد من التوصيات، تم العمل حثيثاً على تفعيلها من خلال التواصل الدائم مع الكيانات الاهلية والحكومية والمنظمات غير الربحية لترسيخ مفهوم"التنمية المستدامة"، كإستراتيجية يجب أن يتحرك الجميع من خلالها لصالح مؤسساتهم، وبالتالي جلب الخير للوطن والمواطن. وفي هذه الدورة الثانية من عمر المنتدى، نتطلع نحو ترسيخٍ أعمقٍ لهذا الفكر التنموي على مدار فعالياته، بمشاركة نخبة متميزة من المتحدثين ذوي الخبرة والقيادة في مجالاتهم محلياً واقليمياً ودولياً، سعياً للخروج بتوصيات ومبادرات تعزز من تنظيم جمعية ماجد بن عبدالعزيز لهذا المنتدى دورياً وصولاً الى الاهداف الاجتماعية النبيلة. إن كان لمنتدى التنمية الاجتماعية نجاحاً يحسب له، فإن هذا النجاح ليس فردياً أعزل، إنما هو قائم منذ انطلاقه على مبدأ لا يحيد عنه، بأن النجاح الدائم هو نجاح الفريق الواحد القائم على مبدأ تفعيل الشراكات، ووجودكم اليوم هنا يعزز هذا النجاح. شركاؤنا الإستراتيجيون .. رعاة المنتدى .. إن شكركم هو تقدير لما لمسناه عند إعداد هذا المنتدى لمدى إلتزامكم وحرصكم لنكون شركاء في التنمية، ونحقق سوياً استدامة النجاح ونكمل معكم مسيرة النهوض بحاضر بلادنا ورفعتها.. فشكرا لكم. ختاماً .. عندما توج الأمير خالد الفيصل الدورة الأولى من منتدى التنمية الاجتماعية والتي تم إختتامها بكل عطاء، وها هو اليوم يدعم انطلاق الدوره الثانية للمنتدى، فكان لابد لنا أن نقابل ذلك بالثقة المسؤولة من جانبنا، وأن نؤكد لسموه أننا اليوم هنا لنساهم في تحقيق رؤيتكم المستقبلية لبناء الإنسان وتنمية المكان. فجزيل الشكر والتقدير لسموكم الكريم.. ثم ألقى معالي الدكتور يوسف بن احمد العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية كلمة قال فيها: الاستدامة والشراكة: كلمتان ثقيلتان في الميزان ميزان التنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية يمثّلان تطوراً نوعياً في مسيرة العمل الاجتماعي في بلادنا .. بلد يستمدّ ثقافة العمل الاجتماعي فيه من دين يحثّ على الديمومة في العمل، ومن قيادة ديدنها التنمية كونها الأمل، ومن مواطن طموحه لا يعرف الكسل. إن الاستدامة ليست نقيضاً للرّعوية بل تطوراً طبيعياً لها، عندما تتوافر للإنسان مقومات المعيشة الأساس عبر ما يسمى بشبكات الأمان الاجتماعي، ليجد الإنسان نفسه أمام خيارات تنموية تطرحها له الدولة أو مؤسسات المجتمع المدني، لتقدم له النموذج الحضاري الذي يحقق للمواطن تنمية مستدامة في مجتمع متحضر . وما عقد هذا المنتدى في دورته الثانية، وبرعاية كريمة واهتمام شخصي من أمير التنمية في هذه المنطقة الغالية من الوطن، خالد الفيصل، وبحضور هذا الجمع المتوثب إلا شاهد حقيقي على الرغبة الحقيقية بتجسيد توجهات القيادة في بلادنا لتجسير ما قد يبدو للبعض من أنه فجوة بين الرعوية والاستدامة .. وعندما يدعو خالد الفيصل إلى الانتقال للعالم الأول فإنه حتماً يقصد بلوغ مرحلة الرشد والنضج في العمل الاجتماعي، الذي تتوّجه الاستدامة بأبهى صورها، وأجمل معانيها .. مرحلة يصل فيها الإنسان السعودي في درجات سلم النضج الاجتماعي بوجود مؤسسات حكومية وأهلية فاعلة ومؤثرة، تنطلق رؤيتها وبرامجها من قناعة راسخة بأن الإنسان غاية التنمية ووسيلتها، وأن المواطن عندما تتاح له فرصة الإنماء الاجتماعي بمفهومه الشامل تعليماً وتدريباً وعملاً وصحة وتكافؤ فرص، ومساهمة في بناء وطنه، وتعزيز قيم مجتمعه، وترسيخ أسس عصرية دولته، فإنه دون شك قد وصل العالم الأول، بل أصبح عنصراً فاعلاً في الحضارة الإنسانية، وفي هذا الكوكب الفسيح الذي نشارك الآخرين المعيشة فيه أثراً وتأثيراً .. هذه هي الاستدامة .. أما الشراكة وما أدراك ما الشراكة فإنها التفعيل الحقيقي للاستدامة في الفضاء الاجتماعي، فالإنسان مدنيّ بطبعه، ولا بد لكي يعيش وينتج ويبدع ويُبهر أن يشارك ويشترك مع الآخرين في منظومة عمل تنموي خلاّق، وإبداع مؤسسي احترافي، يجعله محطّ أنظار الأمم، لا أن تتخطّفه الرياح فتلقي به في قاع سحيق لا يسمع إلا رجع صوته .. فطوبي للشركاء والشراكات في عمل اجتماعي مستدام، تقوده مؤسساتنا الوطنية، حكومية وأهلية وخاصة، هدفه الإنسان، وغايته الوطن، ومنتهاه التنمية ..والسؤال الذي يجب أن يجيب عليه هذا المنتدى: هل لدينا مقومات الاستدامة والشراكة؟ فأجيبكم بأسلوب خالد الفيصل، فأقول بملء فمي: نعم .. فديننا وسطي، وشبابنا أملي، وبايعنا قائدنا عبدالله في زمن مفصلي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وأعقب ذلك كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل التي قالت فيها: بسم الله الرحمن الرحيم القائل في محكم التنزيل : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) . أتشرف بالوقوف بين يديكم ، وأسعد بالحديث إليكم ، في هذا المنتدى الرائد في فكرته والميمون في أهدافه ، كونه يُسهم في تكريس ثقافة المبادرة الخلاقة في كل مجالات العطاء الإنساني ، خاصة ً أن الحديث عن التنمية لم يعد ترفاً فكرياً أو طرحاً عابراً ، إنما هماً عاماً وهاجساً حضارياً تشترك فيه القطاعات (العام والخاص وغير الربحي) وفقاً لطبيعة أدوراها الفعلية في منظومة الحركة التنموية الوطنية ، بحيث تتسع دائرة الخيارات على خريطة كل الإسهامات الإيجابية المؤدية إلى بناء حضارة الإنسان والمجتمع السعودي . لذلك تضطلع مؤسسة الملك خالد الخيرية بدورها الاجتماعي باعتبارها مؤسسة مانحة ذات رسالة إنسانية ، مستلهمة ً كل القيم العظيمة التي خلدها الملك خالد بن عبد العزيز يرحمه الله على مستوى الإنسان وصعيد الكيان ، فتشكلت رؤيتها الاستراتيجية المرتبطة بالتنمية ، بما يخص أعمال القطاع غير الربحي ، التي تتجاوز في تفاصيل أدائها ومفردات لغتها الفهم التقليدي السائد لأعمال هذا القطاع القائم على الرعوية ، إلى فهم يرتكز على فكر تنموي قائم على استحداث فرص وبرامج تنموية إنتاجية مستمرة ، بحيث يشارك فعلياً إلى جانب القطاعين العام والخاص في ابتكار حلول عملية للمعضلات الاجتماعية والتحديات الاقتصادية التي تواجه المجتمع السعودي . أيها المنتدى الكريم .. هذا التوجه من قبل مؤسسة الملك خالد الخيرية لا يمكن أن يتبلور على أرض الواقع دون أن يحدد أوجه القصور التي يعانيها هذا القطاع ، ومن ثم يبحث في سبل المعالجة الصحيحة ، وبحكم الخبرة الطويلة التي يتمتع بها مجلس أمناء المؤسسة التي تتجاوز خمسين عاماً ، فقد استطاع تحديد ذلك القصور المتمثل في ضعف أداء وبنية العديد من الجهات والمؤسسات والجمعيات العاملة في القطاع غير الربحي ، ما يعني الحاجة إلى تدريب كوادره البشرية بشكل احترافي وعلى أسس منهجية . خاصة ً أن "إستراتيجية التنمية الإجتماعية في المملكة" دعت إلى تدريب كوادر هذا القطاع ، وهذه الاستراتيجية هي إحدى مبادرات المجلس التنسيقي للمؤسسات الخيرية في المملكة ، الذي يضم مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة الأميرة العنود الخيرية ، ومؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، ، وقد تسلم معالي وزير الشؤون الإجتماعية هذه الإستراتيجية ، ونتطلع إلى الإنطلاق في تنفيذها بإذن الله . كما أن الدراسة التي أجرتها مؤسسة الملك خالد على احتياجات المنظمات غير الربحية كشفت وجود قصور كبير في البنية التحتية للجمعيات والمؤسسات الخيرية ، فضلاً عن حيثيات التوصية السادسة لمنتدى التنمية الاجتماعية في دورته الأولى التي تؤكد هذه الرؤية . على أساس هذه الأمور الأربعة تبنت مؤسسة الملك خالد الخيرية مبادرة إنشاء (معهد التنمية الاجتماعية) ، كونها تسعى إلى إحداث تأثير إيجابي فعلي بالنسبة لأداء كل مكونات القطاع غير الربحي ، حيث أنهت المؤسسة مرحلة التخطيط لهذا المعهد الرائد خلال السنة الماضية ، غير أن التطبيق الفعلي لأعمال المعهد يتطلب تظافر الجهود ، من خلال مشاركات استراتيجية جادة بين المؤسسات المانحة والجمعيات الخيرية والتنموية والقطاعين العام والأعمال ، فالمشاركات الاستراتيجية تعزز فرص النجاح وتحقق الأهداف المنشودة لأي مشروع وطني ، أو مبادرة حضارية . الإخوة والأخوات الكرام .. أختم حديثي بالشكر الجزيل على أن منحتموني بعض وقتكم للإنصات ، داعية ً المولى عز وجل التوفيق والسداد في قولي وعملي .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، كما القى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة قصيرة قال فيها: هكذا يجب ان يمجد ماجد بن عبدالعزيز اهنئكم باتخاذ خطوة على طريق التنمية المستدامة والمشاركة، فعلى مثل هذا الطريق تعلو الامم وتتقدم وتصل الى المكانة المرموقة. صاحب السمو الامير مشعل صاحب المعالي وزير الشؤون الاجتماعية ايها العاملون ايها الفاعلون من الاخوة والاخوات اهنئكم جميعا وعلى بركة الله سيروا وعين الله ترعاكم والسلام عليكم. بعدها تم تكريم الرعاة المشاركين في اعمال المنتدى