** اختلاف أمتي رحمة.. أو كما قال صلوات الله عليه ذلك الذي لا ينطق عن الهوى انه الا وحي يوحى. هذا الحديث الشريف جعلني كلما قرأته أو سمعته اتوقف وانا أشاهد واقع الأمة وهي تعيش هذا "الخلاف" وهذا التنابذ بالالقاب اين هي الرحمة طالما هذا "الخلاف" موجود وضارب بأطنابه على صدورنا فهذا يكفر ذلك وذاك يبدع آخر وذلك يتشكك في عقيدة هذا وهكذا دواليك فأين الرحمة التي عناها صلوات الله عليه في ذلك الحديث، اذن لابد من تفسير لهذا الحديث يتطابق مع صدقيته عليه الصلاة وأتم التسليم فهو لا ينطق عن الهوى ولا يلقي الحديث على عواهنه اذن لابد من تفسير لذلك، والتفسير الذي أراه يكمن في معرفتنا للغة العربية فننظر الى كلمة "اختلف" وليس "خلاف" فتقول فلان اختلف الى فلان أي قام بزيارته فالاختلاف هنا بمعنى الزيارة ومن هنا نعرف مفهوم الحديث الشريف فالرحمة تكمن في زيارة بعضنا لبعض لا "الخلاف" فالأمة الآن تعيش "الخلاف" لا "الاختلاف" فهذا هو واقعها المرير صراع وقتال وسفك دماء اين هي الرحمة في هذا الواقع إذن؟ انه أمر لابد من النظر اليه بنظرة فيها تمعن وتفهم وصدقية يفرضها علينا الواقع الذي نعيشه وتعيشه الأمة الإسلامية منذ عصور، فهذا "الاختلاف" أو هو الاصح "الخلاف" الذي نمارسه ليس فيه رحمة بل بغضاء وشحناء ودسائس ومكائد نحيكها ضد بعضنا البعض فهذه ليست رحمة أبداً ولكن الرحمة في التزاور والمحبة.