أزمة الجوع العالمي تدق ناقوس الخطر بحيث وصل عدد الأفراد اللذين يعانون سوءالتغذية على الكرة الأرضية إلى مليار مواطن.. ويرى المراقبون ان الأهداف التي رسمتها القمة الأخيرة لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو لن تحقق أغراضها وبالذات بالنسبة لجهود انخفاض نسبة الجوع في العالم إلى النصف بحلول عام 2015 بسبب تردي الأوضاع الزراعية في العالم وعدم مشاركة القطاع الزراعي في حركة التنمية، ويكفي أن نسجل انه انتقل مساهمة الزراعة في عجلة التنمية من 17% عام 1980 إلى 3% عام 2006 وهي احصائيات تثير قلق الأممالمتحدة وخبراء الاقتصاد الزراعي الذين يرون انه يجب مضاعفة الانتاج الغذائي لإطعام سكان العالم قبل أن ينتقل تعدادهم من6 إلي9 مليارات مواطن.. وتطالب أجهزة الاممالمتحدة المعنية بمساندة المزارعين من خلال أدوات اقتصادية جديدة ولذلك كلفت المنظومة الدولية مجموعة من الخبراء لطرح الحلول الجديدة واستراتيجية لمكافحة الجوع خلال نهاية هذا العام بمناسبة انعقاد قمة الغذاء العالمية القادمة. ويدور الآن حديث الخبراء الزراعيين في العالم حول أهمية توافر وسائل تمويل للأسمدة والمواد الزراعية والحبوب وعلف المواشي في الدول النامية.. من خلال الشراكات بين الشمال والجنوب والمجتمعات الاقتصادية المختلفة. وليس غريبا اذن ان يعلن جاك ضيوف مدير عام الفاو ان العالم ينقسم إلى افراد لديهم الاراضي والايدي العاملة، وإنما يفتقدون التكنولوجيات الحديثة والموارد المالية، ودول أخرى لديها الرأسمال الذي يتم وضعه في أسواق قادرة على وفاء الدين. كما قامت الفاو بإعلان ان احتياجات تمويل برامج الدول الفقيرة قد تصل إلي30 مليار دولار.. وتحذر من الانحرافات لان هناك بعض الشركات الخاصة التي تهجم على الدول ذات الاقتصاد البازغ والتي يتوافر فيها المياه والاراضي الصالحة للزراعة لخدمة مصالحها البحتة.. وتعد هذه السلوكيات نوعا من الاستعمار الجديد. ولمعالجة هذا الخطر لابد من التنسيق بين جميع وكالات الأمم المتخصصة اي منظمة الأغذية والزراعة ذات المرجعية المهمة، ومنظمة التنمية الريفية ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية قبيل انعقاد القمة العالمية للغذاء، كما لابد ان تحدد الدول الافريقية وعلى رأسها مصر استراتيجيتها الزراعية قبيل حلول عام 2050 والنهوض بالزراعة المصرية التي كانت لها ريادتها التاريخية في افريقيا وفي العالم.. لكي نتصدى للانهيارات الاجتماعية والامراض التي يولدها الجوع وعلى رأسها الارهاب والجريمة. الأهرام