إهتمت الصحف المصرية الصادرة اليوم بأزمة الغذاء العالمية وتوابع ما أسمته زلزال أسعار المواد الغذائية في العالم والتي ربما تجعل الغذاء الرخيص من الماضي .. لافتة إلى أن صندوق النقد والبنك الدوليين دقا نواقيس خطر جديدة مؤخرا محذرين من أن ذلك الإرتفاع الجنوني ليس مشكلة مؤقتة أوعارضة لكنه علي الارجح سيستمر ربما لسبع سنوات قادمة. وأشارت الصحف إلى تحذيرات الرئيس الجديد لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس من زيادة عدد الجوعى في العالم ومن أن موجة الغلاء التي تجتاح بلدانا كثيرة يمكن ان تطيح بديمقراطيات وتدمر اقتصادات وتشعل الفتن والتوترات .. موضحة أن أسباب عديدة أصبحت معروفة للجميع وراء أزمة الغذاء العالمية في مقدمتها الجفاف والجدب وزيادة واردات الصين والهند والسياسات الاقتصادية الخاطئة والتوسع في استخدام الوقود الحيوي وانخفاض الدولار وزيادة أسعار النفط. وقالت الصحف أنه في ظل هذه الحقائق المرعبة والأرقام المخيفة يتعين على العالم كله أن يستعد لمواجهة هذا الخطر الداهم ولاشك أن المسئولية تقع على عاتق الدول المتقدمة لأن أخطاء سياساتها الزراعية ودعم مزارعيها هو المسئول في الأساس عن تخريب الزراعة في الدول الفقيرة كما يتعين أن تفتح هذه الدول المتقدمة أسواقها لمنتجات الدول الفقيرة .. مؤكدة ضرورة إتخاذ تدابير وقائية لضبط الأسواق على المدى الطويل ومنع التلاعب بالأسعار من قبل تجار الحبوب. ونوهت الصحف بزيارة الرئيس المصري حسني مبارك الحالية لإيطاليا .. مؤكدة أنها تكتسب أهمية خاصة لأنها ذات بعدين متلازمين أولهما دولي يتعلق بمشاركة الرئيس المصري أمس في افتتاح مؤتمر الغذاء العالمي الذي دعت إليه منظمة الأغذية والزراعة الفاو والآخر ثنائي حيث يعقد الرئيس مبارك مع رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو بيرلسكوني اليوم لقاء قمة مغلق بالتوازي مع إجتماع الوزراء من الجانبين والذي من المقرر أن يتم فيه التوقيع علي عدد من الاتفاقات المهمة في مقدمتها اتفاق المشاركة الاستراتيجية بين البلدين والذي يقضي بعقد قمة نصف سنوية بالتبادل بين القاهرة وروما. ولفتت الصحف إلى كلمة الرئيس المصري أمام مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة /الفاو/ .. موضحة أن الرئيس مبارك حرص على طرح أبعاد الأزمة الإقتصادية الحادة التي تعاني منها دول العالم كافة وخاصة النامية والفقيرة والزيادة غير المسبوقة في أسعار السلع الغذائية الأساسية وأسعار الطاقة والخدمات والانعكاسات الخطيرة علي معدلات النمو. وقالت أن الرئيس مبارك أكد في كلمته أن بلاده لا تدعو إلى إحتواء أزمة الغذاء العالمية انطلاقا من معاناتها أو طلبها للمساعدات وإنما هي رؤية تحذيرية من تداعيات أزمة خطيرة تنذر بكوارث لن ينجو منها أحد. // انتهى // 1049 ت م