قام أحد المحتالين بالأردن قبل فترة ويقال إنه ألماني بإشاعة خرافة وجود الزئبق الأحمر في ماكينات سنجر والأسد القديمة ,والتي تحمل الأرقام 28 و31 و22 وأن المخترع (إسحاق سنجر 1846) قد قام بوضع المادة بداخلها , و بالرغم من نفي وكيل الشركة المصنعة للخبر , إلا أن الإشاعة انتقلت من تبوك إلى جميع مناطق المملكة وقد شهدت الأسواق تنافسا على شراء تلك الماكينات , حتى يقال إنها وصلت إلى 500 ألف ريال , فما هو الزئبق الأحمر؟؟ فمنهم من يقول إنه بودرة معدنية حمراء اللون ذات إشعاع, وهي مزيج أوكسيد الزئبق وثنائي أبوديد الزئبق أو أنه الزئبق العادي مخلوط بصباغ أحمر , ويذكر البعض أنها من المواد النادرة و قد يصل ثمنها إلى 300 ألف دولار أمريكي للكيلو غرام , مع إنها مادة زهيدة الثمن عند البعض الآخر , حتى الآن لم يثبت وجود مادة تدعى " الزئبق الأحمر " حيث اختلفت التفسيرات بشأنها, فبينما ينفي اختصاصي ما يعتقده البعض عن هذه المادة مؤكدا أن هيئة الطاقة الذرية لا تعترف بها, ولا توجد مراجع أو نشرات علمية عنها , إلا أن هناك من يقول إنها موجودة , و أنها تستخدم في عمليات ذات صلة بالانشطار النووي, وحقيقتها موجودة في ملفات سرية لدى روسيا وأمريكا , وهناك من يرى أن الزئبق الأحمر ليس مادة وإنما اسم سري(كود) لبرنامج عسكري نووي, بينما يرى البعض إنها مادة مزيفة يراد بها النصب والاحتيال على المجموعات الإرهابية أو بعض دول العالم الثالث التي تريد امتلاك أسلحة نووية , و هناك من يعتقد بأن لها قدرة على تسخير الجان لاستخراج الكنوز , ومضاعفة الأموال , المهم ما يعنينا في هذا الأمر هو تعامل وتفاعل الجهات الحكومية مع هذا الحدث , ففي جدة أكد مدير الأدلة الجنائية العقيد صالح زويد , أن شائعة الزئبق الأحمر من إختراع المحتالين الأفارقة , مشيرا إلى أن المعامل الجنائية أثبتت عدم وجودها ,أما العقيد مسفر الجعيد الناطق الإعلامي لشرطة جدة فقد صرح بأن هناك العديد من الفرق السرية لملاحقة مروجي هذه الشائعات وبائعي المكائن , أما مساعد مدير الأمن العام اللواء خضر الزهراني كشف أن الأجهزة الأمنية ستلاحق كافة مروجي إشاعة "الزئبق الأحمر " وإحالتهم للجهات المختصة , أما المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي فقد طالب وسائل الإعلام بأخذ رأي الجهات العلمية المختصة في المجال الكيميائي . من جهته أكد أحمد معبر رئيس لجنة الغش التجاري أن وزارة التجارة تراقب الوضع, في المقابل نجد أن وزارة التجارة تخاطب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومستشفى الملك فيصل التخصصي إضافة إلى جهات خارجية للتأكد من وجود مادة الزئبق الأحمر في ماكينات الخياطة من عدمه . وأخيرا فإذا ما سلمنا بأن الجشع والطمع والفقر كانت المبررات في انجراف الأسوياء وراء تلك الشائعات , ألا نجد العذر للأغبياء والجهلة خصوصا وأن التباين في التصريحات الحكومية كان واضحا ؟. [email protected] فاكس 6602228 02