كثير من الرجال هم النماذج الخيرة، هم مصابيح وهاجة مشرقة مشرفة ندعو لهم بأن يزيدهم الله توفيقاً ويزيدهم عطاءً على عطاءاتهم واخلاصهم في عملهم . النموذج المضيء المشرف الذي سأتحدث عنه هو سعادة الاستاذ القدير عوض بن بنيه بن سالم الردادي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية الاجتماعية منذ عام 1420ه عضومجلس الشورى حالياً حسبما اتضح لي من سيرته الذاتية عرفت هذا المسؤول منذ سنوات عرفته من خلال لقاءات اعلامية ومناسبات عمل متفرقة. عرفته عن قرب مخلصاً أميناً خلوقاً قريباً من المراجعين بإسانية متواضعة. متفانياً في عمله مؤديا لمسؤوليات عمله .. التقيت به يوماً في الصباح الباكر في حوالى الساعة السابعة صباحاً ووجدته على مكتبه يستقبل المراجعين بكل اريحية ومن فضل الله عليه أن منحه مدير مكتب على مستوى من الخلق والتواضع والتعاون مع الجميع .. فالاستاذ الردادي من النماذج المتميزة الذي سيكون متميزاً في أي موقع يشغله لكفاءته واخلاصه وقدرته على تطوير العمل الموكل إليه يمنح العمل روحاً قادرة على الابداع والتفوق مما اذكره عنه أنني التقيت به في احد الاعوام مع وزيري الشؤون الاجتماعية السابقين الدكتور النملة والدكتور العكاسي في مناسبات افطار للايتام في شهر رمضان المبارك وفي المناسبتين رأيت الاستاذ الردادي بين الابناء الايتام يشاركهم بأبوة حانيه وجبة الافطار يقبلهم يمسح على رؤوسهم صور انسانية رائعة احتفظ بها في ذاكرتي لهذا الانسان الرائع النبيل صاحب الخلق الرفيع والاستاذ الردادي وهو ينتقل الى مجلس الشورى في تشكيله الجديد يزداد عطاءً في أداء المسؤولية . وأشير هنا إلى آخر ماقرأته عن الاستاذ الردادي حول رؤيته حول اسهم القطاع الخاص في تنمية المجتمع في ورقته لملتقى المسؤولية الاجتماعية.. بأن المسؤولية الاجتماعية شراكة حكومية وأهلية خيرية لتدعيم برامج المسؤولية الاجتماعية والعمل على ايجاد مشاريع تنموية تؤثر في حياة الفقراء وتقدم خدمات لهم. واوصت الورقة التي قدمها الردادي بإنشاء صندوق موحد للمسؤولية الاجتماعية يعمل على اساس تنموي بالتعاون مع القطاع الحكومي والخيري من خلال اعتماده للخطط التنموية الصادرة عن الجهات المعنية. كما اوصت بإيجاد خطة سنوية منظمة واضحة الاهداف والمعالم لمساعدة الفئات المهمشة في المجتمع ومحاولة تنميتها بشكل فعال. كذلك طالبت توصيته بسن تشريعات تكفل تطبيق الشركات برامج المسؤولية الاجتماعية في قنواتها وضمان عدم استغلالها كبرامج لتحسين صورة بعض الشركات التجارية دون تحقيق المعايير الاساسية لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ..من ورقة العمل المقدمة من الاستاذ الردادي يظهر شفافية ودقة معلوماته عن المسؤولية الاجتماعية واسهام القطاع الخاص مع هذه المسؤولية على اساس أطر واضحة ومقننه تساعد على ايجاد مشاريع فاعلة وملموسة على ارض الواقع تؤثر في حياة الفقراء وتجعلهم يعيشون حياة كريمة .. ولعل القطاع الخاص يتفاعل مع هذه المسؤولية العظيمة النافعة للمجتمع. وأن من مسؤولية الاجهزة الحكومية المعنية ان تحدد لهذا القطاع ماتريد لتحقيق الهدف من برامج المسؤولية الاجتماعية التي تؤسس لقاعدة شراكة بين القطاعين العام والخاص. هذه المداخلة جاءت في سياق الحديث عن الاستاذ عوض الردادي ذلك الرجل الرائع في كل شيء ، في عمله، وفي تواضعه ، وفي حرصه على رعاية الايتام والعجزة والمحتاجين، ستبقى ذكراه وعطفه على الايتام وهو يمسح رؤوسهم ويقبلهم حباً وتقرباً الى البارئ عز وجل. من اعظم الرجال الكبار وهم يوقرون كبيرهم ويرحمون صغيرهم . انني عندما اكتب عن الاستاذ عوض الردادي انما هي مشاعر تقدير لهذا الانسان الذي اعطى لعمله على مدى اكثر من عقد من الزمن حبا وتفانيا واخلاصا في مجال الانسانية والشؤون الاجتماعية، وان مغادرته لموقع آخر هو استمرار لعطاءاته نتمنى له ولزملائه التوفيق والسداد.