لازالت أزمة وجود "تاكسي" في المدينةالمنورة أزمة قائمة. وهذه الندرة في هذه الوسيلة الهامة لا تتناسب مع وضع ومكانة المدينة الحضاري. فالمواصلات من بدهيات مظاهر الحياة البسيطة. لم يكن يخطر ببالي ولا ببال أحد آخر ان مدينة كالمدينةالمنورة تغيب عنها هذه الوسيلة. لقد تعددت وسائل النقل في كل مدن "الدنيا" من التاكسي.. والحافلة.. والميترو. وكل هذا دلالة على رقي تلك المدن في العراقة مثل المدينةالمنورة واعتقد ان اسمها له دلالة قوية على "المدَنَيّة" والتمدن وتزيد عن غيرها بشرف لا يدانيه شرف فهل من المعقول والمنطقي الا يوجد بها هذه الخدمة وهي التي تستقبل الوف الزوار على مدار العام فضلا عن المقيمين فيها فلا يستخدمون الا هذه "الوانيتات" في تنقلاتهم انه أمر مزعج جداً ألا يوجد هذا "التاكسي" في شوارعها بينما تزدحم شوارع مدننا بهذه "الليموزينات" فشوارع جدة "مخنوقة" بهم ولعلي أجدها مناسبة ان أخاطب اصحاب هذه الشركات ان يذهبوا ببعض شركاتهم الى "المدينةالمنورة" فالسوق اكثر اتساعاً وعلى ادارة المرور أو وزارة النقل السماح لهم بذلك. لقد قدر لي مؤخراً ان اشاهد اكثر من خمس سيدات حشرن انفسهن في احد هذه "الوانيتات" واصبحن داخله كسمك "الساردين" في تلك العلبة وقد تحاملن على انفسهن لكي يوصلهن الى بغيتهن حيث طال بهن الوقوف على الرصيف. إنني أعود لهذا الموضوع والذي سبق وأن تعرضت له من قبل في هذا المكان. إنني اعود الى طرحه من جديد لعل الجهة المختصة تتحرك في ايجاد حل لهذه الحالة الفريدة. فمن المحرج ان يأتي الزائر او تضطر امرأة الى استخدام "الوانيت" أو "ابوعراوي" كما يحلو للبعض ان يطلق عليه في هذه "المدينة العزيزة". وننسى ان اول تاكسي يأتيك بالتليفون كان في المدينةالمنورة تاكسي رزق وتاكسي الحربي وتاكسي الأيوبي أين ذهبت هذه الخدمة؟