جميل أن يهدي الزوج زوجه هدية قيمة بعد عدة عقود من الزمن لترمز إلى مرور سنوات على "الزواج الذهبي"، فالهدية أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: "تهادوا تحابوا". وقد تلقت أكثر من زوجة هدية من زوجها في عيدها الفضي والذهبي فاقت الخيال. في هذا الشهر الفضيل تلقت إحدى الزوجات هديتها بطريقة "جهنمية"!.. كان استعداد الزوج لإعداد الهدية يسبق شهر رمضان بفترة طويلة، غفرت الزوجة لزوجها انشغاله بالبيت الذي يريد إنهاء بنائه قبل الشهر الفضيل، أخذت تحلم بتنسيقه وترتيبه وماذا عليها التخلص منه من زائد الأثاث وماذا تُبقي، هذه الملابس لا داعي لها، والأحذية هناك من يحتاجها، قدور طبخ فاق عددها وتخلصت بما اكتظت الأرفف بحملها، جمعت وأرسلت لمن هم يحتاجونها والسعادة تظهر في عينيها وآمال كبيرة ترتسم في سماء مخيلتها، أخيراً بعد كفاح وصبر استمر سنين كثيرة ستعيش كما تعيش أترابها، وستجني ثمار صبر طال، آن الأوان أن تبدأ بالاستقرار الحقيقي فقد كبر أبناؤها وسينعم الجميع بغرف مستقلة في بيت كبير يضعون فيها كل ما يخصهم بدون ضيق في مكان.. فرحة غمرت الأسرة فالبيت على وشك الانتهاء والزوج لا وقت له معهم وتغاضي الزوجة عن هذه الوحدة لم يزعجها! فكم من الليالي تُركت وحيدة وزوجها خارج بيته حتى الصباح، رضاؤها بعمل يأخذ من الزوج أغلب حقها فيه تضحيات وتنازلات فهي التي كانت ولا زالت تتابع أبناءها في دراساتهم وتلبي كل احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم.. والكلمة الطيبة التي كانت تستجديها ستأتيها على صينية من ذهب وسيجد الوقت الكافي ليقضيه معها..فقد أفاق الزوج أخيراً وكان اعتذاره بسبب انشغاله بتشطيب البيت الجديد. وجاء شهر رمضان والزوجة بانتظار إشارة لتبدأ التجهيز للنقل..وإذا بها تُفاجأ بهدية غريبة قدمها لها زوجها أفسدت السعادة في قلبها وإذا بالحقيقة تتفجر في أعماقها فالبيت الجديد قد سكنته غيرها "عروس جديدة" في البيت الذي كان يُعد لها!! لم تطق رفيقة الكفاح والحرمان البقاء مع الغدر وما يتبعه من صفات في زوجها، غادرت وأرسلت له أبناءه ليشاركوا العروس الجديدة فرحتها بالعريس وبيته.. وربطت على قلبها بقسوة الحرمان والندم على ما قدمته من تنازلات لزوجها الغادر "ومشاركته في ظلمه لها" وتذكرت أقوال سمعتها وهي "إن لم يوجد مظلوم لما وجد ظالم" ..وذرفت من الدمع ما يغسل مرارة وغصة قلبها وأخذت تهيل الدعوات على زوجها وورقة الطلاق الذهبية بين يديها أكبر شهادة بالنصب والخداع والأنانية تنتظر الزوج للحساب يوم العرض على الله.