اليوم بالذات كان يومي حافلا .. صيف واجتماعات أسرية وأهل يأتون من أماكن بعيدة ولقاءات وصلة رحم وقبلات ووداعات، ناس تسافر وناس تفكر بالسفر، وأنا أفكر ببدأ برنامج جديد، أذهب للمقابلة الشخصية ولا " يهضموني ولا أهضمهم " وأخبر صديقتي وتفرح من أجلي وتقول لي كم أنا سعيدة لأنك لن تذهبي إليهم، أعود متعبة ومرهقة وسعيدة ومرتاحة البال . تدعوني أمي للغداء، أغادر البيت وأترك المكيفات تعمل، أفكر بالمخاطر وبالمشكلات البيئية وبالحفاظ على الطاقة وبأمور شتى يهزمها جميعا تفكيري بدرجة الحرارة التي ستواجهني حين أعود إذا أقفلت المكيفات عند خروجي . ألتقي بالعائلة، تصر خالتي على بقائي للعب الورق، أخرج مع أختي للسوق وأصطحب ابني إلى جرير وأشاهد لأول مرة كتابي مصفوفا إلى جوار الكتب، أنادي أختي كي تشاهده معي وأشعر بالخجل حين تراه، أغادر سريعا وأذكرها بالمحل الآخر الذي يجب أن نزوره قبل موعد الصلاة . أنادي ولدي الذي يجلس مع ابنة خاله يقرؤون في كتاب مصور وأطلب منه أن يحمل عنها الكيس كي يكون رجلا مهذبا " جنتلمان " ، يحمل الكيس بتذمر ويذكرني أنه لا يزال طفلا وأذكره أن الرجولة يجب أن يمارسها الولد منذ طفولته كي تنمو معه وتصبح مخلوطة بدمه، يساومني وأساومه ولا أعرف من الذي انتصر، لكن الكيس يظل في يده حتى نصل إلى السيارة . ألعب الورق مع خالاتي وأمي وأنهزم وأشعر بالخديعة لأني لم أذهب إلى البيت وظللت العب معهم الورق كي أنهزم في لعبة سخيفة تأخذ الوقت، وأعرف في داخلي أن كل هذه المشاعر السلبية لأني انهزمت في اللعبة وأعرف أنني في المرة القادمة إذا طلبوا مني مشاركتهم اللعب فسأكون أول المتحمسين للمشاركة .أحب اللعب معهم وسماع صوت الضحكات والتعليقات التي نطلقها ونحن نلعب . بعد أن أعود أتذكر أنني في العادة أعتذر لأمي عن قبول الدعوة إذا جاءت وأنا مرهقة وفي وقت متأخر، وأتذكر أيضا أنني إذا ذهبت فأنا لا أطيل الجلوس هناك .لابد أنه الحر والصيف أقول لكنني أتذكر السبب الحقيقي، واجب التعبير، أو كتابة هذه المقالة، لابد أنني تأخرت غير متعمدة كي أهرب من الكتابة التي طلبت مني، ياللعقل الباطن كيف يتصرف معنا بطريقة عجيبة وغير متوقعة .. وياله من صيف حافل .. [email protected]