بيان في تكذيب الآفاك المفتري على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي أثنى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنها طيبة طاهرة فقال : (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ) والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين قال عنه ربه : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) أما بعد فقد بلغنا تطاول بعض الكاذبين على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وانطلاقا من أمر الله تعالى بتكذيب أصحاب مقالات السوء عليهاكما قال سبحانه : ( إن الذين جآءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذآ إفك مبين ) وحيث إن الله تعالى قد لعن أصحاب هذا الكذب كما قال سبحانه: ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) وقد تواترت النصوص بفضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ففي الصحيح من حديث أبي موسى وأنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها ألست تحبين ما أحب قالت بلى قال فأحبي هذه يعني عائشة وقال عمار ابن ياسر رضي الله عنهما بمشهد من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لمن نال من عائشة اسكت مقبوحا منبوحا تؤذي حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إنها زوجة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الدنيا والآخرة) وقد أجمع العلماء على تضليل من قدح في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؛ قال ابن حجر الهيتمي الشافعي في الزواجر 2/948: ( سب عائشة رضي الله عنها بالفاحشة كفر إجماعا لأن فيه تكذيبا للقرآن النازل ببراءتها مما نسبه إليها المنافقون وغيرهم ... وقد تميزت رضي الله عنها بمناقب كثيرة جاء جبريل بصورتها في راحته إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يتزوجها ولم يتزوج بكرا غيرها وما تزوج امرأة هاجر أبواها إلا هي وكانت أحب نسائه إليه وأبوها أعز أصحابه وأكرمهم وأفضلهم عنده ولم ينزل عليه الوحي في غير لحافها ونزلت براءتها من السماء ردا على من طعن فيها ووهبتها سودة يومها وليلتها فكان لها يومان وليلتان دون بقية أمهات المؤمنين وكانت تغضب فيترضاها وقبض (صلى الله عليه وسلم) بين سحرها ونحرها واتفق ذلك في يومها وكان قد استأذن نساءه أن يمرض في بيتها فلم يمت إلا في اليوم الموافق لنوبتها واستحقاقها وخالط ريقها ريقه في آخر أنفاسه ودفن بمنزلها ولم ترو عنه امرأة أكثر منها ولا بلغت علوم النساء قطرة من علومها فإنها روت عنه (صلى الله عليه وسلم) ألفي حديث ومائتي حديث ولقد خلقت طيبة وعند طيب ووعدت مغفرة ورزقا كريما وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ما أشكل علينا أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) حديث قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما وكانت فصيحة الطبع غزيرة الكرم من غير تكلف قسمت رضي الله عنها سبعين ألفا في المحاويج ودرعها مرقوع ولقد شاع حبه (صلى الله عليه وسلم) لها حتى كان الناس ينتظرون بهداياهم يومها ) وما ينسب إليها من اتهامات إما كذب عليها أو أنه فهم خاطئ من المتكلم فيها وقد جاءت الأدلة متواترة بأنها من أهل الجنة مع نبينا صلى الله عليه وسلم؛ هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا . كتبه الفقير لعفو ربه : سعد بن ناصر الشثري