أعلن علماء أنهم توصلوا أخيراً إلى ما يمكن وصفه بأول اختراق جدي على صعيد مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة المسبب لمرض "الإيدز" وتوفير لقاح مضاد له وذلك بعدما نجحوا في العثور على ثلاثة أجسام مضادة طبيعية في جسم الإنسان لديها القدرة على عزل حركة 90% من سلالات فيروس (HIV) المعروفة. وقال بيتر كونغ الأخصائي في علوم الأحياء الهيكلية في "المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض شديدة العدوى" ان هذا أمر بالغ الأهمية "لأنه باتت لدينا أخيراً أجسام مضادة قادرة على تشكيل اللبنة الأساسية لأي لقاح مستقبلي". وأضاف كونغ إن نتائج الدراسة التي نشرتها "مجلة العلوم" تدل على أن الأطباء ربما باتت لديهم الفرصة لابطال خطورة الفيروس. وذكر كونغ أن الفارق بين الأجسام المضادة المكتشفة حالياً ومجموعات أخرى اكتشفت في السابق دون أن تثبت قدرتها على مكافحة المرض تكمن في أن الأجسام الحالية لديها البنية الهيكلية التي يمكن استخدامها في توفير لقاحات. وبحسب الدراسة فإن الأجسام الثلاثة المكتشفة موجودة بشكل طبيعي لدى عشرة في المائة من المصابين بنقص المناعة في العالم وتمتاز بقدرتها على تتبع نقاط الضعف في الفيروس والعمل على عزله وهي تشير بالتالي إلى أن جهاز المناعة لدى البشر قادر على إفراز مواد تقاوم (HIV) ويجب بالتالي العمل على دفعه لإنتاجها بكميات كبيرة. من جهته قال أنطوني فوسي مدير المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض شديدة العدوى ان من النادر أن يتمكن جسم الإنسان من التصدي بشكل فعال للفيروس المسبب لمرض "الإيدز" "ولكننا عثرنا على أشخاص لديهم هذه المقدرة وتمكنا من التعرف على الأجسام المضادة". وأضاف فوسي أن هذا مفهوم جديد في علاج المرض ويمكن القول أن القواعد الأساسية لتوفير لقاح بدأت تتشكل. وشرح فوسي الخطوات المقبلة قائلاً إن على الأطباء التأكد أولاً من قدرة أنظمة المناعة لدى جميع البشر على إنتاج هذه الأجسام المضادة وفي حال ثبت ذلك يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي بحث كيفية دفع جهاز المناعة لإنتاج كميات كبيرة منها بشكل طبيعي. يذكر أن منظمة الصحة العالمية صنفت مرض "الإيدز" على أنه أكثر الأمراض الفيروسية فتكاً في العالم وقد تسبب عام 2008 بوفاة أكثر من مليوني شخص ويعيش اليوم (33) مليونا وهم يحملون الفيروس في أجسامهم.