تم برعاية ولي عهد بريطانيا الأمير شارلز، تدشين فيلم الجزيرة العربية ثلاثي الأبعاد الذي يتحدث تاريخ الجزيرة العربية والنهضة الحضارية والتقدم في عهد الدولة السعودية والدور البناء الذي قام به الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، في توحيد الجزيرة العربية. وكان الأمير شارلز قد أقام حفل استقبال بهذه المناسبة تكريما للأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، والأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة. وأبرز الفيلم القفزات النوعية التي حققتها السعودية في كافة المجالات، مشيراً إلى أن الملك المؤسس عمد بعد توحيد البلاد إلى استخدام عائدات النفط في التعليم والنهضة العمرانية والتقدم ووضع أسس بناء الدولة السعودية الحديثة، كما تناول الفيلم وهو أول فيلم ثلاثي الأبعاد يصور كاملاً في المملكة العربية السعودية النقلة النوعية التي شهدتها مرافق الحج والتوسعة الكبيرة في الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وتطوير المرافق في عرفات ومنى وغيرها من الأماكن المقدسة. ويعيد الفيلم إلى الأذهان العديد من الحقب التاريخية التي مرت على الجزيرة العربية ويستذكر بهذا الصدد حضارة الأنباط في مدائن صالح وما اتسم به عصر الأنباط من رواج التجارة وانتشار الزراعة خاصة زراعة شجرة اللبان الذي يصدّر إلى دول شتى، بما فيها أوروبا، كما يتناول الفيلم وضع الجزيرة قبل وبعد الإسلام . كما يظهر الفيلم الكثير من المناطق الجمالية في المملكة العربية السعودية حيث يعرض لقطات لمناظر رائعة في قاع البحر الأحمر حيث الأسماك الزاهية الألوان والشعب المرجانية المتعددة الأشكال والألوان علاوة على أنواع كثيرة من الكائنات الحية في المياه السعودية من البحر الأحمر. وصوّر الفيلم المسجد الحرام وقد بدى الآلاف من المصليين وهم ساجدين، إضافة إلى تصوير جوّي للمسجد النبوي في المدينةالمنورة، علاوة على نقل سلسة من الصور عن فريضة الحج التي تجمع سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين مسلم في بقعة واحدة تقدّم خلالها المملكة كافة التسهيلات والخدمات لضيوف الرحمن. واستعرض الفيلم الحركة التعليمية والجامعية في المملكة مبرزا بهذا الصدد إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. من ناحيته قال مخرج الفيلم غريغ ماك جيلفري: إن الهدف من إنتاج الفيلم الذي استخدمت فيه أحدث آلات التصوير عالية التقنية هو إطلاع الناس على التاريخ والطبيعة والحضارة والتقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن النسخة العربية من الفيلم جاهزة وبانتظار العرض. وشارك في المادة الحوارية للفيلم الشاب السعودي حمزة جمجوم الذي يدرس مادة الإخراج السينمائي في الولاياتالمتحدة والكاتبة السعودية نعمة النواب. ومن المقرر أن يعرض الفيلم الذي أشرف على مراجعة نصوصه نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة برئاسة الأمير تركي الفيصل في أكثر من 400 دار عرض سينمائية في العالم.