فنّد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حواره مع مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية، الأفكار التي تتبناها إيران وجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية؛ لإقامة كيانات سياسية تتجاوز الدول الإسلامية وتهدم معالهما الحالية؛ لتشكل منها كياناً جغرافياً يماثل دول الخلافة التي شهدها التاريخ الإسلامي. وابتدأ ولي العهد في دحض صحة أفكار إيران والإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية عن "الخلافة" أو "الإمبراطورية" حسب اختلاف أدبياتهم في تسمياتها، بالتأكيد على أنها نابعة من فهمهم الخاص للإسلام، ولا تمثله في الحقيقة؛ لذلك فهم يشكّلون "محور شر" من منطلق الأيديولوجيات الخطرة التي يتبنونها.. وحول هذه النقطة قال سموه في الحوار الذي أجراه معه رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتك" جيفري غولدبيرغ: "إنهم يسعون للترويج لفكرة أن واجبنا كمسلمين هو إعادة تأسيس مفهومهم الخاص للخلافة، ويدّعون أن واجب المسلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقاً لفهمهم وأطماعهم؛ لكن الله سبحانه لم يأمرنا بذلك، والنبي محمد لم يأمرنا بالقيام بذلك؛ فالله أمرنا بنشر كلامه، وهذه المهمة لا بد من إنجازها". المقولات التأسيسية وشرح ولي العهد الأفكار والمقولات التأسيسية لأطراف محور الشر كل على حدة قائلاً: "أولاً لدينا النظام الإيراني الذي يريد نشر فكره المتطرف، الفكر الشيعي المتطرف القائم على نظرية ولاية الفقيه. وهم يعتقدون أنهم إن قاموا بنشر هذا الفكر؛ فإن الإمام المخفي سيظهر وسيعود ليحكم العالم من إيران وينشر الإسلام حتى الولاياتالمتحدة. وهم يقولون ذلك كل يوم منذ الثورة الإيرانية في عام 1979م، وهذا الشيء مسلّم به في قوانينهم وتثبته أفعالهم.. والإخوان المسلمون، وهم تنظيم متطرف آخر، يرغبون في استخدام النظام الديموقراطي من أجل حكم الدول ونشر الخلافة في الظل -تحت زعامتهم المتطرفة- في شتى أنحاء المعمورة. ومن ثم سيتحولون إلى إمبراطورية حقيقية متطرفة يحكمها مرشدهم.. والجزء الآخر من المثلث المتمثل في الإرهابيين (تنظيميْ القاعدة وداعش) الذين يرغبون في القيام بكل شيء بالقوة، وإجبار المسلمين والعالم على أن يكونوا تحت حكمهم وأيديولوجيتهم المتطرفة بالقوة". وأظهر ولي العهد عدم اتساق أيديولوجيات الأطراف الثلاثة مع الفهم العام للمسلمين للشرع، وكذلك مبادئ الأممالمتحدة، والقوانين المعمول بها في الدول الإسلامية التي تختلف من دولة لأخرى حسب حاجتها. الخلل الجوهري ولامس ولي العهد خللاً جوهرياً في أيديولوجيات محور الشر، وهو عدم قابليتها للتحقيق؛ فلا تتوفر إمكانية -بحسب معطيات الواقع السياسي في العالم- تسمح بإقامة كيان جغرافي هائل مترامي الأطراف، يضم عشرات الدول الإسلامية الموزعة على ثلاث قارات، كما أنه لا توجد إمكانات تنظيمية لتماسك دولة بهذا الحجم، والسماح لأكثر من مليار مسلم من قوميات وأعراق ولغات وثقافات مختلفة بحرّية التنقل والإقامة والعمل بين أقطارها. وأثبت الأمير محمد بن سلمان أن المعيار الجغرافي الذي ترتكز عليه أيديولوجيات محور الشر، تجاوَزَه الزمن، في ضوء التطور السياسي المعاصر الذي يأخذ بمبدأ الدول القطرية المستقلة لا الكيانات العابرة للقوميات، وأعطى مثالاً على ذلك بأن السعودية ومصر والأردن والبحرين وعمان والكويت والإمارات واليمن تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها وبناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأممالمتحدة.