: قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 66 شخصا قتلوا أمس الاثنين، معظمهم في حمص وإدلب وحلب، بينما تحدث قائد في الجيش السوري الحر عن تكبد الجيش النظامي خسائر فادحة في العتاد والأرواح، خلال مواجهات مع الجيش السوري الحر في ريف حلب. ولا يزال حي بابا عمرو في حمص يتعرض لقصف الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة لليوم الرابع والعشرين على التوالي، وأظهرت صور لو كالات الأنباء حجم الدمار الذي لحق بالمباني والمنازل هناك. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أصوات الانفجارات هزت حي الخالدية وباب السباع، كما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف في حييْ الخضر والحميدية في حمص. عاصمة الثورة ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط أبو بكر قوله إن الهدف من الحملة التي تستهدف المدينة "تكرار مجزرة حماة"، واعتبر أن "حمص عاصمة الثورة السورية، لذلك يريدون قمعها مستخدمين أشد أنواع العنف، ظنا منهم أنهم إن قتلوا الجميع فسيقتلون الثورة"، مشيرا إلى مقتل سبعمائة شخص في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر الجاري "بدون أن نحصي عدد المفقودين ومن لم نتمكن من تحديد هويته". وقد أجلت سيارات الهلال الأحمر السوري ثلاثة أشخاص من بابا عمرو ليس من بينهم أي من الصحفيين الأجانب. وكان متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا قال إنه سيتم إجلاء الصحفيين المصابين وجثماني الصحفيين الآخرين اللذين قتلا في قصف من الجيش النظامي الأسبوع الماضي. وفي ريف حمص، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انتشار عسكري أمني يترافق مع إطلاق رصاص كثيف في محيط مدينة القريتين. وفي محافظة إدلب، قُتل عدد من المدنيين بإطلاق نار في مدينة سرمين ومعرّة النعمان وسراقب، وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي شرقي مدينة دير الزور. ويعاني أهالي ريف حلب من نقص شديد في المواد الضرورية للحياة, فكثير من المخابز توقفت عن العمل بسبب نقص إمدادات مادة الطحين وكذلك الوقود اللازم لتشغيلها. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سورية ترافقها آليات عسكرية اقتحمت بلدة خطاب بريف حماة وسط إطلاق رصاص كثيف، بينما نفذت القوات حملة مداهمات واعتقالات في بلدات الصنمين وناحتة ونوى في ريف درعا. وأظهرت صور خاصة بشبكة الجزيرة جانباً مما يجري في مدينة دوما بريف العاصمة دمشق، حيث انتشرت نقاط التفتيش في معظم شوارع المدينة، وأغلق محال تجارية عديدة أبوابها استجابة لإضراب الكرامة، وتشتد معاناة الأهالي في دوما بحيث لا يجدون وقتاً لدفن قتلاهم دون أن يتعرضوا لإطلاق نار. إسقاط مروحيات وفي المقابل، أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد إسقاط ثلاث مروحيات خلال اشتباكات مع قوات الجيش النظامي في ريف حلب. وأشار الأسعد إلى مقتل وإصابة العشرات من أفراد الجيش النظامي السوري خلال تلك لاشتباكات. وفي الأثناء، أكد متحدث باسم الصليب الأحمر أن اللجنة دخلت مدينة حماة ووزعت مساعدات على حوالي 12 ألف شخص، وأشار إلى أن ذلك حدث للمرة الأولى منذ 17 يناير/كانون الثاني، وشملت المساعدات المقدمة مواد غذائية يفترض أن تغطي احتياجات السكان لشهر واحد، ومجموعة من المعدات الطبية والمواد المساعدة. وفي سياق متصل، تحدث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن "بداية حل" لإجلاء الصحفيين الغربيين العالقين بحمص، وقال لإذاعة "آر تي أل" الفرنسية "آمل أن نكون اقتربنا من إيجاد حل، يبدو لي أن الأمور تتحرك. لا يمكنني قول المزيد"، مشددا على أن لا "ثقة كبيرة لديه بالنظام السوري". وتابع ساركوزي أنه "تجب معالجة هذين الصحفيين، ويجب أن يخرجا" من حمص لأن الأمر يتعلق ب"مخاطرة إنسانية من الدرجة الأولى". واعتبر أن مقتل مراسلة صحيفة صنداي تايمز الصحفية الأميركية ماري كولفن ومصور وكالة آي بي 3 الفرنسي ريمي أوشليك "اغتيال". وقال ساركوزي "عندما يطلق الجيش السوري مرارا القذائف على مبنى يعلم جيدا أنه مركز للصحافة، لا يتعلق الأمر بحادث حربي، إنه اغتيال، ومن ينفذون الاغتيال سيحاسبون". ومن جانبها، أعلنت الخارجية البولندية -التي تمثل مصالح الولاياتالمتحدة في سوريا- أنها تفاوض لإجلاء جثة الصحفية ماري كولفن. وقال الناطق باسم الوزارة مارسن بوساتسكي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الخارجية تشارك أيضا في جهود إجلاء الصحفيين الغربيين، وهي على اتصال دائم مع الدبلوماسيين الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين من جهة، والسلطات السورية والهلال الأحمر السوري من جهة أخرى. وقتلت ماري كولفن وأوشليك الأربعاء الماضي في قصف استهدف منزلا كان يستخدم مركزا إعلاميا في حي بابا عمرو بحمص، وأصيب جراء القصف الصحفية الفرنسية إيديث بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي.