رجحت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تجاوز عدد اللاجئين والمهاجرين العالقين على الحدود بين اليونان ومقدونيا المئة ألف خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما ينذر بأزمة إنسانية. وأشارت إلى أن الوضع يتدهور بسرعة، مشددة على ضرورة معالجة الأزمة في أسرع وقت. ويعيش اللاجئون والمهاجرون -وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان- ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة، بعد قرار السلطات المقدونية غلق الحدود مع اليونان. وأفاد مراسل الجزيرة أيمن الزبير الذي زار منطقة الحدود بين اليونان ومقدونيا، بأن هناك خشية بين اللاجئين -ومعظمهم سوريون- من انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة أن المكان الذي يوجدون فيه غير مؤهل لاستقبال أعداد كبيرة من البشر. ويأتي تحذير المنظمة الدولية قبل يومين من قمة أوروبية مرتقبة في العاصمة البلجيكية بروكسل يحضرها مسؤولون أتراك، لبحث أزمة المهاجرين واللاجئين. واليوم السبت ذكر خفر السواحل اليوناني أن أكثر من ألف مهاجر جديد وصلوا إلى ميناء بيرايوس اليوناني من جزيرتي ليسبوس وشيوس في بحر إيجة. وتصاعد عدد المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليونان بشكل كبير مؤخرا بعدما أغلقت دول البلقان حدودها، مما أدى إلى منعهم من المضي قدما على طول ما يسمى طريق البلقان إلى الدول الأكثر ثراء في شمال وغرب أوروبا. وفي إطار جهود منع تدفق اللاجئين إلى أوروبا، اعتقلت السلطات التركية اثنين من المهربين بعد أن نقلوا نحو 120 لاجئا سوريا إلى ساحل بحر إيجة. وقال شهود إن قوات الشرطة احتجزت المجموعة -وأغلبها من النساء والأطفال- على شاطئ قرب منطقة غابات قريبة من قرية باديملي الواقعة قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية. أوروبا وتركيا وكان الاتحاد الأوروبي قد عبر الجمعة عن تفاؤل حذر بشأن بدء تركيا التعاون لكبح تدفق المهاجرين على أوروبا، في الوقت الذي حددت فيه بروكسل جدولا زمنيا لإعادة الحدود المفتوحة عبر القارة بنهاية العام الجاري. وبعد محادثات في أنقرة قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي سيرأس قمة طارئة للاتحاد بحضور تركيا الاثنين المقبل، إن دول الاتحاد الأوروبي تتجه إلى تجاوز خلافاتها والبدء في مواجهة أزمة الهجرة المستمرة منذ عام. وأضاف أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أبلغه استعداد تركيا لقبول عودة كل المهاجرين الذين تم احتجازهم في المياه الإقليمية التركية. ويطالب الاتحاد الأوروبي أنقرة بالسيطرة على تهريب البشر وقبول عودة كل المهاجرين غير الشرعيين من شواطئها الذين لا يستوفون شروط اللجوء في الاتحاد. وأعلنت المفوضية الأوروبية صرف 400 مليون يورو، وهي أول دفعة من المساعدات المالية البالغة ثلاثة مليارات يورو لمساعدة أنقرة على إبقاء نحو 2.5 مليون لاجئ سوري على أراضيها. من جهتها طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليونان بالوفاء سريعا بتعهداتها بتوفير المأوى لنحو 50 ألف لاجئ، وحثت الاتحاد الأوروبي على مساعدة أثينا في هذه المهمة. ومؤخرا فرضت النمسا -وهي المحطة الأخيرة لمئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين قبل الوصول إلى ألمانيا- قيودا على الحدود، في إجراء خلف أثرا على بقية الدول الأوروبية وترك عشرات الآلاف من المهاجرين في أوضاع سيئة باليونان. وفي مقابلة صحفية نشرت السبت، اعتبرت ميركل أن النمسا ودول البلقان تتحمل قسطا كبيرا من اللوم على تغير موقف اليونان بسبب قراراتها المنفردة بفرض قيود على الحدود.